تعتزم شركة غوغل اختبار نموذج أولي لنوع جديد من نظارات الواقع المعزز بداية من الشهر القادم، وتسعى عملاقة التكنولوجيا -من خلال هذه النظارات التي ستكون لها ميزات تقنية غير مسبوقة- للعودة إلى المشهد التكنولوجي للواقع المعزز، بعد فشل مشروع مماثل لها أطلق قبل سنوات.
فبعد 7 سنوات من تخليها عن برنامج “غوغل غلاس” (Google Glass) الشهير، تعود غوغل من جديد إلى عالم تكنولوجيات الواقع المعزز، لإنتاج فئة متطورة من النظارات التي تدعم الترجمة الفورية والنسخ إلى جانب عدة مميزات أخرى.
ترجمة محادثة فورية إلى نصّ
يأتي ذلك بعد أن كشفت غوغل لأول مرة في مايو/أيار الماضي عن نموذجها الأولي لنظارات الواقع المعزز الجديدة، وقد أظهر مقطع فيديو شاركته على موقعها استخدام النظارات لترجمة محادثة صوتية إلى نص بشكل مباشر، وعرضه على الواجهة الداخلية للعدسات الشفافة، مما يساعد مرتدي النظارة على إجراء محادثات مع من يتكلم لغات لا يفهمها.
وتحتوي النظارات على شاشات عرض داخل العدسة وميكروفونات وكاميرات، لكن هذه الأجهزة لن تستخدم لجمع الصور ومقاطع الفيديو حفاظا على خصوصية المستخدمين كما تقول الشركة. ويبدو الجهاز من حيث الشكل، مشابها للنظارات التقليدية ومختلفا تماما عن التصميم الأصلي لنظارات “غوغل غلاس” الذي تخلت عنه الشركة قبل سنوات.
وتعمل غوغل على توسيع نطاق تجربة النموذج الأولي للواقع المعزز بداية من الشهر المقبل، بعد انتهاء فترة الاختبار الأولي الذي جرى داخل المختبر، لفهم كيفية أداء منتجها في الظروف العادية لعيش الأفراد وعملهم.
اختبار على أرض الواقع
وبشأن أهمية الاختبارات التي تعتزم القيام بها في العالم الحقيقي، ذكرت الشركة في الإعلان المنشور على موقعها أن توفير خدمات مثل التنقل الموجه بالواقع المعزز تحتاج إلى عوامل واقعية، مثل الطقس وحركة المرور التي يجب أخذها في الاعتبار.
وستقوم غوغل أثناء الاختبار بتوزيع نماذج أولية من نظارات الواقع المعزز على بعض موظفيها و”المختبرين الموثوق بهم” على نطاق ضيق في مناطق مختارة داخل الولايات المتحدة، مثل المدارس والمباني الحكومية ومؤسسات الرعاية الصحية.
وستختبر الشركة مزايا مهمة مثل شاشات العرض داخل العدسة والميكروفونات والكاميرات. وعلى الرغم من أنها لن تختبر مزايا تسجيل الصور أو الفيديو، فإنها ستستخدم الكاميرات الموجودة في الجهاز لاختبار تصورات الواقع المعزز، بما في ذلك التنقل والترجمة والنسخ والبحث المرئي.
كما ستسجل غوغل البيانات المكانية لتحليلها وتصحيح الأخطاء أثناء التجربة، لكنها ستزيل جميع البيانات الحساسة المسجلة علنا، وستحتفظ بالتسجيلات لمدة 30 يوما فقط لحماية بيانات المستخدم.
ويتوقع الخبراء أن يتم استخدام هذه الأجهزة -التي لم تحدد غوغل موعد إطلاقها في الأسواق- في الكثير من المهام، مثل ترجمة قوائم الطعام على متن الطائرات أو المساعدة في تحديد مسارات التنقل من مكان لآخر.
“الجزيرة”