قصة كمثرى العمة ميسريا الكاتب هو أنطونيو رودريغيز ألمودوفار
هو معلم إسباني وُلد في إشبيلية عام 1941م ،
يشتهر بدراساته الحكايات الشعبية وتميز بكتاباته الرائعة ،
حصل على الجائزة الوطنية للطفولة عام 2005م ،
ومن القصص القصيرة التي كتبها في إطار الفلكلور الشعبي قصة “كمثرى العمة ميسريا”
التي يتحدث فيها عن الموت وفلسفته بالنسبة للعجائز الفقراء .
قصة كمثرى العمة ميسريا
القصة :
العمة ميسريا هي امرأة عجوز فقيرة تعيش من الصدقات التي تحصل عليها ،
ولديها ابن يُدعى أمبروسيو الذي يمشي هو الآخر في العالم طالبًا الحسنة من الناس وعنده كلب يرافقه في كوخه الصغير الذي يعيش به ،
ولديه أيضًا شجرة كمثرى والتي بها القليل من ثمار فاكهة الكمثرى ؛ حيث أن الأولاد في القرية يسرقونها قبل أن تكتمل النضج .
وذات يوم وصل إلى باب مسكن العمة ميسريا رجل فقير ، فاصطحبته العمة إلى داخل الكوخ
وقامت بإحضار بعض الطعام الذي تمتلكه من أجل تقديم العشاء إليه ؛
كما قامت بإعداد مكان من أجل أن ينام به ، وفي اليوم التالي وحينما استيقظ وضعت أمامه وجبة إفطار متواضعة .
كان الرجل الفقير شاكرًا لصنيع العمة ميسريا فتوجه إليها
قائلًا : إنكِ امرأة ذات قلب طيب ؛ سأحقق لكِ أمنية لأنني أرى أنكِ ترتدين لبس الفقراء ،
في الحقيقة أنا ملاك من السماء،
وعلى الرغم من أن ميسريا لم تكن تريد أي شيء ؛ إلا أنه أصرّ على طلبه ، وحينها تذكرت العمة شجرة الكمثرى
فقالت : هذه هي أمنيتي ؛ أنه حينما يصعد أحد إلى شجرة الكمثرى ؛ لا يستطيع النزول إلا بإذني .
وبالفعل حقق لها الملاك أمنيتها في نفس اللحظة ، وبعد وقت قليل لم يجرؤ أحد على الاقتراب من الشجرة ،
حتى مرت بضع سنوات وجاء رجل طويل ومعه منجل كبير ثم طرق باب الكوخ قائلًا : تعالي ميسريا ؛ لقد حان الوقت ،
ميسريا التي كانت تعترف سريعًا بالموت وبدت وكأنها معترضة وهي تقول : رجل.. الآن.. في الوقت الذي كنت قد بدأتُ أن أتمتع بشيء من الحياة ،
لماذا لا تسمح لي بالتقاط هذه الثمرات الأربعة من الكمثرى الموجودة في الشجرة لتكون معي في الرحلة .
كان الموت ساذجًا يستعد لالتقاط ثمار الكمثرى التي كما كانت مرتفعة دائمًا ؛
لم تستطع أن تجد حلًا كي ترفع الشجرة ذاتها ، في هذه اللحظة سُمعت أصوات قهقهة ميسريا التي تطل من النافذة
قائلة : اذهب أيها الموت ؛ سأبقى هنا حيث أريد ، أريد ميسريا التي عاشت هنا لأعوام طويلة تشعر بالحر أو البرد ،
الكثير من الناس حول العالم بدؤوا يشعرون بخطأ الموت ، لا أحد يموت لا في الحروب ولا بالأمراض ولا بالتقدم في العمر .
هناك بعض المسنين الذين تصل أعمارهم إلى أكثر من ثلاثمائة عام ويكونون في الحالة الأكثر تألمًا ؛
مما يجعلهم يبحثون عن طريقة لوضع نهاية لحياتهم ،
فبعضهم يلقي بنفسه من فوق المنحدرات والبعض يُنهي حياته في البحر والبعض الآخر يرتمي على خطوط القطارات ،
ولكن لم يحقق الجميع هدفهم وامتلأت المستشفيات دون أن يحضر الموت إلى الجميع .
حتى أتى الموت بالقرب منها حيث أخذ أحد الأطباء العجائز الذي كان صديقًا لها فبكته قائلة : آه .. صديقي العجوز ..
لقد أخذك الموت الذي يراقبني ، تؤلمني حالتي! انظر إلى هؤلاء .. أهل القرية أتوا ليقطعوا هذه الشجرة الملعونة ،
وبعد قليل أتى الجيران مسلحون بأفضل ما لديهم من معدات حيث أنهم قد عقدوا النية على قطع الشجرة
التي أبت أن تُقطع ؛ فلم يستطيعوا الوصول إلى جذعها ، وكل من حاول قطعها ظلّ فقط معلقًا عندها .
ثم بدأ الجميع في الصلاة وزادت شفقتهم على هؤلاء البؤساء ورفاقهم الذين عانوا كثيرًا
والذين سمحوا بالنزول من شجرة الكمثرى إلى الموت ،
لقد أصرّ الجميع على أن الموت قد تخلى عن العمة ميسريا التي وضعت شرطًا لهذا الموت :
لا تأتيني أنا وابني أمبروسيو حتى أدعوك ثلاث مرات ، وافق الموت وامتثل لرغبة العمة ميسريا وظل مُعلقًا عنها ،
وانشغل لعدة أسابيع يأخذ من تحين لحظته إلا العمة العجوز وابنها اللذين عاشا في الفقر والبؤس الدائمين .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا
القصة مترجمة عن اللغة الإسبانية
بعنوان : El peral de la tía Miseria”
