قصة العظام المقدسة تحكي القصة رسالة تم إرسالها لقيس كنيسة
لكي يشفع له عند خطيبته التي اعتقدت أنها يحبها لأنه سرق لها عظام مقدسة ولكنه لم يفعل ..!
عن المؤلف :
هو الكاتب والروائي الفرنسي غي دو موباسان ، أهم أدباء القصة الحديثة القصيرة في القرن العشرين ،
ولد بقصر ميرونمسنل بنورمانديا ، وينتمي لعائلة لها سلالة ارستقراطية ،
درس القانون وعمل بالبحرية الفرنسية من أهم قصصه العقد والآنسة فيفي .
قصة العظام المقدسة
القصة :
تبدأ القصة برسالة إلى الأب دانمير قسيس سواسون ،
سيدي الفاضل يؤلمني أن أنهي إليك الخطبة التي كانت قائمة بين ابنة عمك وبيني قد انقصمت عراها ،
وأن هذا الانفصام إنما يرجع إلى اتفه الأسباب ، وهي لعبة قذرة لجأت إليها عن غير عمد ،
لذلك لجأت إليك يا سيدي العزيز لتنقذني مما أنا فيه ولن أنسى لك ما حييت ما قدمته لي من مساعدة .
إنك تعرف جيلبرت أو بالأحرى تظن أنك تفهمها ولكن من ذا الذي يفهم امرأة ،
ومن ذا الذي يثق بآراء النساء وأفكارهم ومعتقداتهم ،
ألا ترى أنهن لا يثبتن على وضع ، لست في حاجة إلى أن أبين مدى تمسك ابنة عمك بالدين ،
ولكني على ثقة من أنه قد غاب عنها في هذا الصدد أكثر مما أعلم ،
ولكني على ثقة من أنه غاب عن ذهنك أنها امرأة وأنها في عواطفها كالريشة في مهب الريح .
نعم لقد أحببتها وقد بدا لي أنها تحمل شخصيتي ،
وفي أحد الأمسيات تلقيت برقية تستدعيني إلى كولونيا لإجراء إحدى العمليات ،
فأسرعت إلى جيلبرت لأودعها واعتذر لها عن عدم إمكاني تناول العشاء مع والديها ،
ولأطلب منها تأجيل الحفلة ، فعندما أخبرتها بعزمي عن القيام برحلة رأيتها تدمع ولكن ما إن أخبرتها بنية الرجوع بأقرب وقت ،
قالت حسنًا حسنًا يجب أن تحضر لي معك هدية .
ثم قالت إني أمنعك من أن تشتري هدية بأكثر من عشرين فرنك ،
لا يهمني عظم قيمتها بل يهمني حقيقة شعورك ،
ثم سافرت في اليوم التالي فوجدت المصاب رب عائلة فقيرة ووجدت جراحة من الخطورة يجب استدعاء عملية فورًا ،
وتقدمت للقطار وأنا أفكر في المريض البائس ،
فإذا برجل يتقدم مني أنا لا أفهم الألمانية وهو لا يفهم الفرنسية ولكني استطعت أن أفهم منه أنه يبيع آثارا للقديسين ،
وفجأة تذكرت جيلبرت وأنها شديدة التدين ،
فتبعت الرجل إلى متجره واخترت من بين محتوياته عظمة صغيرة من عظام إحدى القديسات ،
محفوظة في علبة صغيرة من الفضة ثم سافرت .
وعندما وصلت إلى منزلي أردت أن أرى العظمة مرة أخرى ،
ففتحت العلبة فإذا بي أراها خالية ، بحثت عنها في جيبي ولكني لم أعثر عليها ،
ويواصل كلامه للقيسيس ويقول أن تلك يا عزيزي أن معتقداتي الدينية ليست متينة وتعلم أني لا اعتقد في آثار القديسين ،
ولذلك لم أحزن على فقد العظمة ،
وما إن دخلت هي الحجرة حتى جرت وقالت ماذا أحضرت لي ، تظاهرت بأني نسيت ولكنها رفضت أن تصدق .
توسلت لي أن أقولها لها وفي الأخير أظهرت لها العلبة وبداخلها عظمة صغيرة فكادت تجن من الفرحة ،
رأيتها تقبل العلبة في خشوع ،
وبدأ ضميري يوبخني على الخدعة ولكنها سألتني فجأة هل أنت واثق أنها لإحدى القديسات ،
فقلت كل الثقة ، فقالت ما دليلك على هذا ،
فطاف بعقلي فكرة جنونية وقلت لها لقد سرقتها من أجلك ، قالت ماذا سرقتها من أين .
فقلت من الكنيسة من المكان الخاص بآثار القديسين ،
فأخذ قلبها يدق ويكاد يغمى عليها من الفرح ، فقالت قص القصة كاملة ،
فلن أستطيع التراجع حينها فقلت رشوت الحارس فسمح لي بالدخول ،
وكان العمال ينفذون عدد من الإصلاحات ففتحت علبة وسرقت عظمة صغيرة ، رأيتها تستمع في ذهول وسعادة .
ظلت شهرين إلى جوارها وهي تعتبرني أخلص المحبين وما إن جاء الصيف حتى إنتابها الشوق لرؤية مكان الجريمة ،
ولكني لم أدخل كنيسة في حياتي ولا أعرف ما بها من الداخل ،
ولكن تلقيت خطابًا من أبيها يشرح لي يقول لقد دخلنا إلى الكنيسة وسألنا الحارس عما إذا وقع سرقة أم لا ،
ولكنه أكد استحالة السرقة وقد اعتبرتني غير جدير بحبها منذ أن أتضح أني لما أسرق من هذا المكان شيء ،
وتنتهي الرسالة بإنه يريد منه أن يتوسط بالأمر ويشفع له عندها .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا