قصة الطفلة كوزيت تعرضت السيدة فانتين إلى الاغماء فجأة ،
في العمل وسقطت على الأرض فحملها أصدقاءها ،
قصة الطفلة كوزيت
واستدعى صاحب العمل السيد مادلين الطبيب ،
وأخبره الطبيب أن السيدة فانتين مريضة بمرض خطير ،
ولا أمل من الشفاء فأوصت السيدة فانتين ،
صاحب العمل السيد مادلين أن يرعى ابنتها كوزيت .
وكانت كوزيت تعيش بعيداً عن فانتين منذ أن كانت في الثالثة ، من عمرها ولا شك أنها تعيش حياة رغيدة إذ ترسل لها أمها ،
كل ما تيسر لها من نقود وماتت السيدة فانتين ، وتعهد لها صاحب العمل السيد مادلين بإن يرعى ابنتها كوزيت ،
بكل طاقته وكان السيد مادلين رجلاً غنياً ، يمتلك مصنعين كبيرين .
وكان أهل البلدة يعتمدون في كسب معيشتهم ، على هذين المصنعين ومع ذلك لم يعرف التغطرس ،
أو التكبر بل كان على العكس تماماً فقد كان محباً للفقراء وعطوفاً ، على المساكين والمحتاجين .
وقد قضى من قبل في السجن ، تسعة عشر عاماً ، بسبب سرقته كسرة خبز وكان له ماضي حزين ،
حيث دفعه الفقر لسرقة كسرة الخبز تلك مما جعله ، يشعر بالفقراء ويعطف عليهم .
وبعد عدة أيام انتقل السيد مادلين ، إلى بلدة مونتفرني حيث تسكن الطفلة كوزيت وفى تلك المدينة ،
كان هناك فندقاً بسيطاً يديره السيد شنايدر ، وكان ذلك الرجل غارقاً في الديون .
إذ أن الفندق لا يكفي لسد حاجته من النقود ، لذا لم يكن باستطاعته أن يستخدم أحداً ،
وأقتصر جميع خدم الفندق على الطفلة كوزيت ، والتي كانت تبلغ من العمر الثامنة ، كانت كوزيت تلك الفتاة الصغيرة ،
تقوم بجميع أعمال الفندق .
وكانت ترسل لها والدتها قبل وفاتها ، مبلغاً من المال تعطيه لصاحب الفندق ،
نظير اهتمامه بها ولكن كان صاحب الفندق ، قاسي للغاية وكان يأخذ ذلك المال لسد ديونه ، ويا لبشاعة ما يفعلونه ،
وقد ظنت فانتين أن ابنتها تعيش حياة سعيدة ، لذا لم تتأخر في إرسال كل ما تملكه من أجل ابنتها .
بل وكانت زوجة شنايدر تجعلها تسهر ، لساعات متأخرة من الليل لحياكة الملابس الصوف لها ،
ولابنتيها ولا تجعلها تنام حتى تنهي عملها ، بل وفي ذلك اليوم ورغم برودة الطقس وسقوط الثلج ،
طلبت من كوزيت أن تذهب لينبوع الماء البعيد ، لتحضر لهم دلو من الماء وكان على كوزيت ، السير في طريق الغابة المخيف ليلاً .
خرجت كوزيت تحمل الدلو الثقيل ، متحملة برودة الطقس بعناء ، وذهبت وسط طرق الغابة الباردة والمظلمة ،
والتي لا نهاية لها وكانت كوزيت تخافها كثيراً ، وأخيراً وصلت إلى ينبوع الماء ، وكان الماء باردا كالثلج تمامًا ، وكانت مهمة نقل نقل الماء أمر شديد العناء
وفي طريقها للعودة كان السيد مادلين ، قد وصل إلى المدينة للبحث عن كوزيت ،
فرأى تلك الفتاة ذات الملابس الخفيفة ، رغم برودة الطقس كما رأى معاناتها ، وهي تحمل دلو الماء ،
فظنها طفله مسكينة فعرض عليها مساعدتها ، في حمل دلو الماء وعندما سألها عن اسمها ، أخبرته انه كوزيت فنظر لها وتعجب .
وعند اقترب وصولها للفندق ، طلبت من الرجل أن تحمل عنه دلو الماء ،
حتى لا تكتشف زوجة السيد شنايدر مساعدته لها ، فتغضب منها وتضربها بشدة فوقف الرجل ، من بعيد وأعطى كوزيت دلو الماء ،
ودخلت كوزيت الفندق .
ثم دخل بعد عدة دقائق السيد مادلين ، على أن يكون نزيلاً في الفندق ، وأعطى السيد شنايدر أربعين فرانك ،
ومكث في الفندق ليراقب الطفلة كوزيت ، طلب السيد مادلين من السيد شنايدر ، أن يسمح لكوزيت بأخذ قسطاً من الراحة .
والسماح لها باللعب مقابل مبلغ من المال ، قد أعطاه له فوافق وطلب من كوزيت ،
أن تلعب وتلهو ولا تقوم بأي عمل في الفندق ، في ذلك اليوم ولم تكد كوزيت تصدق ما سمعت ،
وابتسمت للسيد مادلين وكانت تلك ابتسامتها الاولى ، والتي لم تعرفها منذ أن تركتها والدتها .
شرعت كوزيت بالإمساك بقطعة من الخشب ، وقد ألبستها قطعة قماش متظاهرة ،
بإنها دمية جميلة وصديقة مخلصة ، فنظر الرجل إلى كوزيت في حزن وخرج ، واحضر لها دمية جميلة وعاد وأعطاها لها .
فأمسكت كوزيت بالدمية وحضنتها ، وكانت تلك هي أول دمية حقيقة تلعب بها كوزيت ،
وقد حالت فرحتها دون سماع أو رؤية أي شيء ، وظلت تقفز وهي سعيدة ، شعر السيد مادلين بالحزن والأسف على كوزيت .
وما تعانيه من عذاب وقسوة في ذلك الفندق ، وحرمان من طفولتها وتسخيرها لعمل مهام تفوق عمرها ،
وطاقتها وقدرتها البدنية فعرض على السيد شنايدر ، أن يصطحب كوزيت معه حتى يرعاها بنفسه ،
فوافق السيد شنايدر لكن طلب من السيد مادلين ، مبلغاً من المال قدرة ثلاثة الف فرانك.
فوافق السيد مادلين واعطى السيد شنايدر المال ، وأخذ كوزيت وأخبرها وصية أمها ،
وإنه سيعتنى بها وخرج معها ، وأحضر لها ملابس جديدة والعاب عديدة ، وبدأت كوزيت حياة سعيدة مع السيد مادلين ،
وتخلصت اخيرًا من السيد شنايدر وذله وقسوة زوجته .
قصة عالمية من التراث الفرنسي .
إقرأ المزيد من القصص على موقعنا