تذكر الأمير تلك الخائنة ، وأخذت الدموع تتساقط من عينيه ، على ما أحل به من ورائها ، فهي التي أوقعته في تلك الحالة ، وقد تركته ، يصارع الموت وحده ، ولم يكفها ذلك ، بل إنها قد أخذت دمائه منه ، ورحلت عنه ، وبينما هو في ذكرياته ، إذ قطع حبل أفكاره ، صوت الفتاة ، وهي تخبره بمنتهى الهدوء ، بأن من أخذت دمه ، لم تكن هي محبوبته ، فقد كانت الساحرة الشريرة ، وهي نفسها التي ألقت تلك التعويذة اللعينة على محبوبته ، في ذلك اليوم .
والتي نتج عنها ، أنها قد تحولت إلى ما هي عليه ، في تلك اللحظة ، كما يراها ، بوجه دميم ، ومنظر قبيح ، فبالرغم من ذلك المسخ الدميم ، المقزز ، إلا أنها تبقى هي عينها محبوبته الجميلة ، وهي نفسها التي كانت تزوره في كل يوم ، وتتسامر معه في كل وقت .
إنها محبوبته ، صاحبة الوجه الملائكي ، الرقيق ، والوسيم الملامح ، هي نفس الأميرة ، التي طالما كانت تأتي إليه ، وتزوره في أحلامه ، حتى تقوم بالتحدث مع ، وقد أحبا بعضهما البعض بحب غامر ، وشغف فريد ، غير مسبوق ، إنها في حقيقة الأمر ، من نسل واحد من أقوى الأمراء ، على الإطلاق ، إلا أنها قد رفضت الزواج ، منذلك الأمير الذي قام بالتقدم إلى خطبتها ، وكان هو من المملكة المجاورة لها على الفور .
فما كان من ذلك الأمير ، الذي قد رفضت أن تتم خطبتها إليه ، إلا وقد ذهب بدوره ، وبكل ما يحمله في قلبه من شرور ، وغل ، وحقد ، وضغينة ، إلى واحدة من أكثر الساحرات شرًا ، وطلب منها ، بدون رحمة ، ولا شفقة ، أن تجعل تلك الأميرة الجميلة ، كالدمية الممسوخة ، وقد أمرها بأن تسحرها ، ومن ثم تتركها في غابة نائية ، تبعد عن الناس كافة ، وقد أخبرته تلك الساحرة يومًا ، بأنه لا يمكن لأي شيء ، أيًا كان هو ، أن يفسد السحر ، الذي قد أحلته بتلك الأميرة ، إلا شيء واحد فقط ، يكمن في الحب ، فهو وحده القادر على كسر السحر ، الذي صنعته للأميرة تلك .
وذات يوم من الأيام ، وجد أنه كان هناك رجل عجوز ، وكبير في السن ، وبينما هو يسير في طريقه ، إذ تعثرت قدماه ، في فرع من الفروع ، المتشعبة على الطريق ، الذي يسير فيه ، وفجأة تعرقلت قدماه ، وسقط على الفور ، على الأرض ، كانت تلك الأرض في نفس الغابة ، التي تم فيها إلقاء تلك الأميرة ، وظلت مسجونة فيها فترة طويلة .