يحكى أنه ، كانت هناك طفلة ، اسمها جيبسي ، تزوجت أمها من أبيها ، في يوم من الأيام ، وكانت تعاني من مرض نفسي خطير ، أجبرها على التعامل مع من هم تحت رعايتها ، بطريقة فيها رعاية ، تفوق الحد الطبيعي ، بطريقة مبالغ فيها .

كانت الأم تدعى دي دي ، وقد أنجبت جيبسي بعد زواجها بفترة قصيرة ، وانفصلت عن زوجها فيما بعد ، وبعد محاولات عدة من قبل دي دي في الرجوع إلى زوجها ، إلا أنه قد أبى ، فانتقلت دي دي مع ابنتها ، لتعيش في بيت أبويها ، وذات يوم ، وجيسي تبلغ من العمر ، سبع سنوات ، تعرقلت الطفلة ، وهي تقود دراجة جدها ، فإذا بها قد وقعت ، وأصيبت إصابة عادية بعض الشيء .

إلا أن دي دي ، لم تعتبرها إصابة عادية ، بل ادعت أنها إصابة بالغة ، ولا بد أن تكون قعيدة على كرسي متحرك ، دون أن تقوم منه أبدًا ، الأمر الذي تسبب في تعجب من حولها ، ورغم محاولاتهم الجاهدة في إقناعها ، إلا أنها لم تتقبل ، ولم تصدق إلا ما قالته .

ليس هذا فقط ، ولكن دي دي ، صممت في فترة من حياة جيسبي ، أن تقوم بحلق شعر ابنتها بالكامل ، حتى تكون مثل مرضى السرطان ، الذين يتساقط شعرهم ، من جراء إصابتهم بذلك المرض الخطير ، كانت تلك الأم لا تستمع إلى رغبة ابنتها في أي شيء ، إذ كانت ترغمها على فعل أشياء بإصرار ، حتى وإن كلفها ذلك ضرب ابنتها ، وإهانتها .

كبرت جيبسي ، وكلما كانت ترغب في التحرك ، كانت تنهرها أمها ، وتصمم أنها لا ينبغي إلا أن تكون على كرسي متحرك ، وذات يوم ، أصاب المدينة التي كانوا يسكنون فيها إعصار مدمر ، فأخذت دي دي ابنتها ، ورحلت إلى مدينة كبرى ، وادعت أن ابنتها قعيدة ، وقد غرق بيتهم ، وجميع الوثائق ، من شهادة الميلاد ، والشهادات الصحية لجيبسي ، قد غرقت بسبب الإعصار .

اجتمع أهل المدينة ، وقد أعدوا منزلًا مخصصًا للأم ، وابنتها القعيدة ، وبنوا لها في البيت ، سلم مناسب للكراسي المتحركة ، لمساعدة جيبسي على الحركة ، أخذت جيبسي تمل من حياتها ، وأثناء تصفحها على مواقع التواصل الاجتماعي ، في يوم من الأيام ، تعرفت على شاب ، يقارب سنها ، فأخذت تحادثه بشكل يومي ، دون علم والدتها .

وذات يوم ، استدعت جيبسي صديقها إلى المنزل ، بعدما اطمأنت أن والدتها قد نامت ، وطلبت منه قتل والدتها ، حتى تتخلص منها ، ومن سطوها ، وسيطرتها ، التي جردتها من الحياة ، وبالفعل طلب منها أن تختبئ ، وتغلق آذانها ، حتى لا تسمع عويل أمها ، وطعنها عدة طعنات متتالية .

هرب الصديقان ، وأخذوا معهما جميع الأموال الموجودة في البيت ، وذهبوا بعيدًا ، وكتبوا على الصفحة الشخصية لها أنها قد ماتت ، فهرع الأهل والجيران إليها ، ليجدوها غريقة في دمائها ، وقبض على القاتلين ، إلا أن التقارير التي تم تسليمها ، والتي تفيد بتصرفات دي دي الجائرة ، قد تسببت في تخفيف العقوبة عليها ، بدلًا من الإعدام ، إلى عشر سنوات فقط .

وخلال فترة سجن جيبسي ، صرحت بأنها تشعر بحرية ، لم تجدها وأمها على قيد الحياة.

By Lars