يحكي أنه كان هناك أسدًا ، وضبعًا ، قد خرجا ذات يوم من الأيام ، للصيد معًا ، إلا أن ذلك الأسد ، كان يقوم بأكل ما يصاداه كله ، ولا يترك لذلك الضبع المسكين ، شيئًا من الصيد ، حتى يأكله ، مثلما يأكل هو ، إلا العظام ، البالية ، المتبقية من الأسد .
استاء الضبع ، وغضب كثيرًا ، لما يصنعه معه ذلك الأسد الأناني ، فأخذ يفكر في حيلة ذكية ، يتمكن من خلالها ، أن يأخذ حقه من ذلك الأسد ، وفي يوم من الأيام ، خرج كل من الأسد ، والضبع ، حتى يقوما برحلتهما إلى الصيد ، كما اعتادوا على ذلك ، وبالفعل ، تم في ذلك اليوم ، اصطياد غزال .
وبمجرد اصياد الغزال ، قال الضبع للأسد : ” لا أعرف كيف يمكن أن نطهو هذا الغزال الجميل ” ، فرد عليه الأسد بتعجب قائلًا : ” ولماذا نطهو الغزال ؟ لسنا في حاجة إلى طهيه ، بل سنأكله نيئًا ” ، رد الضبع على الأسد قائلًا : ” بالطبع لا ، فلا ينبغي أن نأكل الغزال بهذه الطريقة ” ، ومن ثم أشار الضبع إلى قرص الشمس ، حيث كانت تقترب حينها من الأرض ، وذلك في ساعة الغروب .
واستأنف الضبع قائلًا : ” انظر أيها الأسد ، ها هي نار ، يمكننا الاعتماد عليها ، كي نتمكن من شوي لحم الغزال ، ونستمتع بمذاقه الرائع ، فهيا أسرع إلى الشعلة ، قبل أن تتجه إلى ناحية الغروب ، وأحضر شعلة منها إلينا ، وبالفعل ظل الأسد يسرع ، ويركض في طريقه وراء الشمس ، إلى أن غابت تمامًا .
في نفس ذات الحين ، كان الضبع قد أنهى لحم الغزال ، وأكله كله ، ولكنه ترك الذيل ، وقام بتثبيته في الأرض ، وبعد فترة من الوقت ، عاد الأسد ، خائب الرجاء ، فسأله الضبع قائلًا : ” أين الشعلة ؟ ” ، فرد الأسد عليه قائلًا : ” ركضت كثيرًا ، لكنني لم أتمكن من اللحاق بها ” ، صمت الأسد قليلًا ، ثم قال : ” بل أين الغزال ؟ ” ، فأجابه الضبع قائلًا : ” بينما كنت تركض ، فجأة ، اختفى الغزال في الأرض ، ولم يعد يبدو منه أي شيء إلا الذيل ، فلا بد وأن تسرع ، وتتمكن من جذب الذيل ، قبل أن يختفي الضبع ، كقرص الشمس .
على الفور ، ركض الأسد ، وأمسك بالذيل ، وظل يجذبه إليه بقوة ، إلا أنه لم يظفر إلا بالذيل فقط ، فقال الضبع للأسد : ” يا لك من أسد غبي ، تركت الشعلة ، حتى هربت ، واختفت عن أنظارك ، ورغم ذلك ، لم تتعلم شيئًا ، وحرمتنا من الغزال أيضًا ، وقطعت ذيله ، وهرب منك .
هنا وقف الأسد حائرًا ، يحدق في الذيل الذي قطعه ، وهو جوعان للغاية ، بينما الضبع كان فرحًا ، لأنه أخذ حقه من الأسد للمرة الأولى في حياته .