قصة عن الوفاء فيها كان وأخواتها

كان ياما كان ، في قديم الزمان ، كان هناك رجلًا حطابًا ، وكان ذلك الرجل ، يسكن مع طفل له ، وكلب يقتنيه ، كانوا يعيشون جميعهم في كوخ صغير ، وكان في كل يوم ، ومع بداية كل شروق شمس ، يذهب الحطاب ، حتى يقوم بمهمته كحطاب ، والتي كانت تتمثل في جمع الحطب .

كان الحطاب ، يظل منهمكًا في عمله الشاق ، ويجمع الحطب طوال النهار ، وكان لا يعود إلى كوخه الصغير ، إلا قبل أن تغرب الشمس ، بفترة وجيزة ، وكان طوال تلك المدة ، يترك طفل الصغير في كنف الله جل علاه ، ورعايته ، ويترك معه الكلب ، حتى يقوم بحراسته ، إلى أن يعود من عمله آخر النهار ، حيث كان ذلك الحطاب ، يثق ثقة عمياء في ذلك الكلب ، فقد اعتنى به كثيرًا ، إلى أن أصبح صديقًا مخلصًا ، ووفيًا له ، وكانا يحبان بعضهما البعض حبًا جمًا .

وذات يوم من الأيام ، وبعد أن انتهى ذلك الحطاب من عمله ، وكان يومًا شاقًا للغاية ، ومليئًا بالإرهاق ، والتعب ، سلك الحطاب طريقه إلى كوخه الصغير ، ولكنه وهو يمشي ، حدث أنه قد سمع نباحًا ، يأتي من الكلب ، من على مسافة بعيدة بعض الشيء ، وكان ذلك على غير عادة الكلب ، الذي اعتاد الحطاب أن يكون هادئًا ، إلى أن يعود إلى كوخه مرةً أخرى خلال اليوم .

تعجب الحطاب من ذلك ، وأسرع في مشيته إسراعًا مهرولًا ، حتى يرى ما يجري ، حتى وصل الحطاب إلى مكان الكلب ، والذي كان موجودًا ، على مقربة من الكوخ ، حيث كان الكلب ينبح بمنتهى الغرابة ، وقد تعجب منه الحطاب أكثر ، وأكثر ، حينما رأى أن وجهه بالكامل ملطخ بالدماء الحمراء .

لما رأى الحطاب كلبه الوفي بذلك المنظر ، وبتلك الشاكلة المرهبة ، صعق ، وهو في مكانه ، فعلم أن هناك أمرًا سيئًا قد صار إلى ولده ، فأسرع إليه ، فوجده يلهو وحده ، فرجع مرةً أخرى إلى الكلب ، حيث وجد بالقرب منه حية مقتولة ، فعلم حينها أن الكلب ظل وافيًا إليه ، ودافع عن طفله ، وهو ليس موجودًا ، فعانقه ، وشكر الله شكرًا جمًا .