يحكى أنه ، كان هناك شاب اسمه معاوية ، كان غالبًا ما يرتدي عمامة ، على رأسه ، وكان له لحية ، متوسطة الطول ، كما كان يحمل في يده عصا ، وذات يوم من الأيام ، ذهب معاوية ، إلى مجموعة من رفاقه المقربين ، حيث قرروا التسامر معًا ، تحت ظل شجرة ، تقع بالقرب من مدخل القرية .
أقبل معاية على رفاقه ، وحياهم بتحية الإسلام ، قائلًا : ” السلام عليكم ، ورحمة الله ، وبركاته ، أيها الرفاق الكرام ” ، فرد الجميع السلام ، وقالوا : ” وعليك السلام ، ورحمة الله ، وبركاته ، يا معاوية ، جئت أهلًا ، وحللت سهلًا ، يا رفيق ” .
جلس الجميع معًا ، وبدأ معاوية قائلًا : ” قد أعددت درس اليوم ، كما تم الاتفاق بيننا ، حيث سنتحدث اليوم ، بمشيئة الله ، حول جمع التكسير في اللغة العربية ” ، فرد عليه أصدقاؤه ، قائلين : ” نعم الموضوع ، فقد سمعنا عنه كثيرًا من قبل ، فهلا أخبرتنا عنه ، حتى تتضح لنا الرؤية ” .
قال رفيق منهم : ” دعني أسألك سؤالًا يا معاوية ، لماذاسمي جمع التكسير باسمه هذا ؟ ” ، فأجاب معاوية قائلًا : ” أتدرون إذ تم كسر آنية ، فإنه يتعذر علينا تجميعها ، كما كانت من قبل ، وحتى لو حاولنا تجميعها ، فسيختلف شكلها ، لا محالة ، كذلك جمع التكسير ، فإن شكله عند الجمع ، يختلف كثيرًا عن مفرده ، سواء أكان الاختلاف بالزيادة ، أو النقصان ، فعلى سبيل المثال ، انظروا إلى كلمة ( عالم ) ، فإن جمع التكسير منها ، يتمثل في كلمة ( علماء ) .
استأنف رفيق آخر ، قائلًا : ” هل من شرح أوفى يا معاوية ” ، ابتسم معاوية ، وقال : ” بالطبع يا رفيقي العزيز ، أخبرني ، ما جمع هذه الكلمة : ( كتاب ) ؟ ” ، على الفور أجاب الرفيق : ( كتب ) ، فقال معاوية : ” أحسنت يا رفيقي العزيز ، والآن ، ما جمع كلمة ( عبقري ) ؟ ” ، فأجاب رفيق آخر ، قائلًا : ” عباقرة ” .
استطرد معاوية قائلًا : ” دعوني يا رفاق أسألكم سؤالًا ، هل في الجموع التي توصلنا إليها قاعدة محددة قمنا باتباعها ؟ ” ، فأجابوا جميعًا : ” لا ” ، فقال لهم : ” هذا ما أردت قوله ، فإننا في جمع التكسير ، لا نتبع صورة بعينها ، حيث يختلف شكل المفرد عن الجمع ، دون وجود قاعدة محددة ، تتحكم في ذلك ” .
استأنف معاوية قائلًا : ” هذا الجمع ، يرفع ، وعلامة رفعه الضمة ، وينصب ، وعلامة نصبه الفتحة ، ويجر ، وعلامة جره الكسرة ، وهو عكس جمع المذكر السالم ، الذي يتم فيه ، زيادة واو ونون ، أو ياء ونون ، على صورة المفرد ، وكذلك جمع المؤنث السالم ، الذي يتم فيه إضافة ألف وتاء على المفرد ” .
ابتسم الجميع ، وأشاروا بالفهم ، والاقتناع ، وشكروا رفيقهم معاوية ، وانصرفوا ، بعد اختيار رفيق آخر ، للقيام بمهمة الشرح ، في اليوم التالي .