كان في قديم الزمان هناك سمكة صغيرة الحجم تعيش في أعماق البحر وكان صغر حجمها سبب تعاستها فكانت كلما أرادت أن تلعب مع بقية الأسماك نبذوها بسبب حجمها الضئيل ، فكانت تذهب بكل أدب وتقول لهم أهلًا بكم يا أصحاب هل يمكني اللعب معكم فيقولوا لها ابتعدي عنا أيتها الصغيرة فنحن لا نلعب مع الأقزام .
ظلت السمكة الصغيرة تبكي وأصبحت تعيش وحيدة بسبب مظهرها الذي لم يكن يروق للآخرين ولم تجد سوا سلطعون صغيرًا تلعب معه كان هو الأخر يعيش وحيدًا وفي يوم من الأيام اقترب من الأرجاء قارب صيد كبير ألقى بشباكه في البحر فأحاطت بجميع الأسماك ، بما فيهم السمكة الصغيرة وسجنتهم وسطها فزع السمك المحاصر وأخذ يصيح ويستغيث ويحاول الهرب ولكن دون جدوى ولكن السمكة الصغيرة حافظت على برودة أعصابها وأخذت تتقدم وسط الزحام حتى أفلتت من أحد فجوات الشبكة .
وأسرعت السمكة الناجية تطلب المساعدة من صديقها السلطعون ، وقالت له أيها السلطعون تعال وساعديني حتى ننقذ الأسماك المحتجزة في شبكة الصيد ، فقال لها حسنًا يا صديقتي سوف ننطلق على الفور وأخذ السلطعون يقطع حبال الشبكة حتى خلص كل السمك وعندها ندم السمك على معاملته السيئة للسيدة الصغيرة وأخذ يطلب المعذرة منها وقالوا لها إننا نعتذر على معاملتنا السيئة لكمها فقالت السمكة لا داعي للأسف فإنقاذ المنكوب ومد يد العون له واجب ومنذ ذلك اليوم لم تعد السمكة الصغيرة وحيدة إما بقية الأسماك فتعلمت ألا تحكم على الآخرين من مظاهرهم حتى ترى أفعالهم وقدراتهم .