زعمت كريستينا كروفورد Christina Crawford أن والدتها نجمة هوليود الشهيرة ، كانت أمًا سادية ولكن أولئك المقربون من جوان كروفورد Joan Crawford ، لم يوافقوا على ما ادعته ابنتها ، فقد كانت جوان كروفورد واحدة من أكبر نجوم السينما الأمريكية في كل العصور ، لكن ابنتها كريستينا كروفورد ادعت أن الواجهة البراقة لوالدتها أخفت شخصية قاسية وسادية .
وقد ذكرت في نعي جوان كروفورد في نيويورك تايمز ، “كانت الآنسة كروفورد نجمة رائعة ، وهي مثال من السحر الخالد الذي جسد لعقود من الزمن أحلام وخيبة أمل النساء الأميركيات ” ، وفي الواقع خلال عملها خمس سنوات تقريبًا تألقت جوان كروفورد في بعض الأفلام الأكثر شهرة في عصرها .
وحصلت على أعلى جائزة في هوليوود ، وهي أوسكار في عام 1946م لدورها في فيلم ميلدريد ، وبعد ثلاثين عامًا كشفت كريستينا كروفورد كيف أن حياة جون كانت تقليد للفن بطريقة لم تكن ليتخيلها جحافل المشجعين لها .
كانت كريستينا كروفورد الابنة الكبرى لأطفال جوان المتبنين ، فلم تتمكن جوان من الحصول على أي طفل من خلال الزواج ، ولذلك فقد تبنت الممثلة كريستينا في عام 1939م ، وبعدها تبنت أيضا كريستوفر في عام 1943م ، وابنتان توأمتان هما كاترين وسينثيا في عام 1947م .
وقد حاولت جوان تبني طفل قبل كريستينا ، ولكن تمت استعادته من قبل أمه ، وعلى الرغم من أن خمسة أطفال قد تم إنقاذهم من الهجر ، وتم تربيتهم من قبل أحد أكبر النجوم في العالم ، وقد يبدو ذلك وكأنه حكايات واقعية ، إلا أن كريستينا كروفورد زعمت أن تبنيها ليس أقل من كابوس !
كتبت كريستينا كروفورد في عام 1978م السيرة الذاتية عن أمها ، بعنوان : عزيزتي الأم (والتي تحولت لاحقًا إلى فيلم بطولة فايي دوناواي) ، وقد كشفت كريستينا عن أمها أنها كانت بعيدة عن كونها شخصية أم كريمة ومهتمة بأطفالها ، فقد كانت جوان مدمنة على الكحول تعتدي جسديًا وعاطفيًا على أطفالها المتبنين .
ووصفت كريستينا كيف تحملت هي وكريستوفر وطأة الإيذاء ، حيث كان كريستوفر مربوطًا في سريره بحزام ليلاً حتى لا يتمكن من الذهاب إلى الحمام ، وفي أحد فصول الكتاب (الذي أصبح المشهد الأكثر شهرة في الفيلم) ، تذكرت كريستينا كيف أن جوان دخلت في غضب أعمى بعد اكتشاف شماعات الأسلاك المحظورة في خزانة ابنتها ذات ليلة .
وقامت الممثلة الحائزة على جائزة الأوسكار “بخلع ملابسها من الشماعات” ، وقذفها جميعًا على الأرض قبل القبض على كريستينا من شعرها ، وتحكي كريستينا كروفورد وتقول “سحبتني بيدٍ واحدةٍ من شعري ، وباليد الأخرى قامت بالقبض على أذني طوال الوقت ، وهي تصرخ قبل الشروع في تدمير جزء من غرفتي ، ثم طلبت مني تنظيفها وقالت لي : نظفي فوضتك !
وقد أصبحت هذه السيرة الذاتية من أكثر الكتب مبيعًا بشكل فوري ، ومنذ ذلك الحين كانت ثقافية شعبية بالنسبة لكثير من الناس ، حيث ارتبطت بجوان كروفورد إلى الأبد كأم خرقاء بدلًا من نجمه شهيرة ، وقد أصبح الكتاب شهيرًا لدرجة أن قصص قسوة كروفورد كانت مقبولة من بعض الوجوه كحقيقة مسلم بها ، لكن العديد من الأشخاص الأقرب إليها سارعوا إلى القفز ، للدفاع عنها وانتقاد قصص كريستينا كروفورد .
في أعقاب نشر كتاب عزيزتي الأم :
واحدة من أكثر المدافعين عن جوان كروفورد ضد ادعاءات كريستيان كروفورد ، كانت في الواقع هي أكبر منافس لها وهي بيت ديفيس ، وغالبًا ما كان يتم استغلال التنافس الشهير بينهما في الأدوار السينمائية الكلاسيكية .
وقد قالت ديفيس أن هذا الكتاب هو ” مجرد مهملات” وأعلنت أنه “شيء رهيب وفظيع” لكي تفعله كريستينا ” ، بالنسبة لشخص أنقذها من دار الأيتام ودور الحضانة” ، كما أن صغار دوغلاس فيربانك ، زوج جونز السابق رفضوا بشكل قاطع اتهامات كريستينا ، بالقول إن جون ضربت أطفالها لكنها فقط كانت تستخدم الشماعات المحشوة المغطاة”
ولم يكن فقط نجوم هوليوود هم من يدافعون عنها ، فهناك آخرين جاءوا إلى الدفاع جوان ، وهم أطفالها الآخرين كاثرين وسينثيا الابنتان التوأمتان المتبنيتان من قبل جوان ، فقد كانتا تشعران بحزن عميق إزاء تصوير شقيقتهما المتبادلة لأمها بتلك الصورة .
وصرحت كاثرين بأن كريستينا “عاشت في واقعها الخاص” ، وقالت أن “ماما كانت أفضل أم على الإطلاق ” ، فهي تتذكر أنها أم حنونة فهي التي هرعت في وقت من الأوقات في منتصف التصوير ، بعد تلقي مكالمة من مدرسة كاثرين أنها كسرت معصمها في الملعب .
وقادت جوان ابنتها إلى الطبيب بنفسها ، وهي لا تزال في مكياجها السينمائي الكامل ، وهي بعيدة كل البعد عن تصويرها كنجمة عنيفة ، ولم تقرأ جوان نفسها سيرة كريستينا كروفورد كما نشرت بعد وفاتها ، على الرغم من أنها كانت تعلم أن كريستينا كانت تكتبها قبل عام من وفاتها !