تعود أصول هذه الأسطورة ، إلى الأساطير والحكايات الشعبية السويدية القديمة ، وهذه الأسطورة تحديدًا يعود أصلها إلى حكاية الفيضان ، التي تروي كيف تفجرت المياه الجبارة من أماكنها ، ثم احتجزت مع الزمن في طبقاتها من جديد .

تمتد بحيرة سومن الكبرى ؛ وهي بحيرة تقع في جنوب السويد تحدها مقاطعتا أوسترجوتلاند وسمالاند ، تمتد على مسافة ثمانية أميال باتجاه الشمال ، وتتاخم قضاءي نورث ويج وآسبي ، وتتفرع من سومن عدة جداول منها زقاق بحري رئيس ، يمتد بين مصب نهر بولسجو في هذه البحيرة ، وموضع آخر يدعى هورناس .

ويرتفع على الشواطئ الغربية لجزء من البحيرة الواقع في نورث ويج ، بالقرب من فيسهولت جرف يشبه الجدار يدعى أوربيرغ ، ويمثل هذا الجرف من جهة البحيرة منظرًا رائعًا بارتفاعه الشاهق وامتداده الواسع وقمته التي تغطيها الأشجار ، والتي تبدي تناقضًا بالغًا مع قاعدته الصخرية الجرداء ، حيث تظهر وسط أكوام الصخور ، فتحات كبيرة لا يتجرأ أحد على اقتحامها إلا في الخيال.

من هنا تمتد سلسلة تجورجابيرغ الجبلية نحو الجنوب باتجاه توليرام ، وإلى الشمال على طول شاطئ بحيرة سجوهولت إلى أن تنتهي عند تجمع صخري ، يعرف باسم نوتس دن أي عرين نوت .

في هذه الجبال كانت تعيش البقرة أوركو العملاقة ذات القوة الخارقة ، التي حفرت ما يعرف اليوم ببحيرة سومن والروافد المتفرعة منها ، وذلك أثناء تجولها حرة طليقة في قديم الأزمان ، قبل أن يمسك بها رجل عملاق من توليرام .

قام هذا العملاق بالضغط على رقبة البقرة ، مستخدمًا حدوة فرس ، واحتجزها في أروبيرغ ووضع أمامها بقرة كبير ليكون طعامًا لها ، تستطيع أن تأكل منه شعرة واحدة في كل ليلة ميلاد ، إلى أن تنتهي من تناوله كاملاً فتنال حريتها من جديد ، ولكن بعد ذلك ستتعرض بيدر ؛ وهي بلدة بمقاطعة أوسترجونلاند جنوب شرق السويد ، ثم العالم أجمع إلى الدمار والخراب .

وكان بمقدور البقرة أن تحرر نفسها قبل ذلك ، وبطريقة أخرى ننطلب منها اللحاق بملك يمر من بيدرو ، وقتله قبل أن يجتاز حدود المقاطعة ، وحدث في أحد الأيام ، أن ملكًا يدعى فرود أو فلوجا ، كان يمر من بيدر ، ولكنه أدرك حجم الخطر المحدق به ، فسارع للوصول إلى الحدود ، ثم توقف عند مكان يدعى فروهامر ، كان يعرف في السابق باسم فلود أو فلودجهامر ، وذلك لاعتقاده أنه قد اجتاز الحدود وتجاوز الخطر .

ولكن البقرة العملاقة كانت في انتظاره ، حيث تغلبت عليه هناك ، وركلته حتى الموت ، ولا يزال ثمة في ذلك الموضع أربعة حجارة ، تدل على مكان قبر ذلك الملك وتؤكد وقوع تلك الحادثة .

وتنتشر في الجزء الجنوبي الشرقي من المقاطعة ، رواية أخرى تحكي أن الملك لم يكن يدرك الخطر الذي يواجهه عند سفره في تلك المنطقة ، وأنه عبر الحدود سالمًا ، وعندما وصل إلى قرية كالبيرغ سمع من خلفه حوارًا مخيفًا عن البقرة العملاقة التي كانت تطارده .

أسرع الملك بقدر ما يستطيع ، وأسرعت البقرة العملاقة خلقه ، وقامت عند الحدود بقفزة متهورة ، قطعت مسافة كبيرة أوصلتها إلى المكان الذي توقف فيه الملك للمرة الأولى ، وهناك في الحقل المفروش بالحصى ، أحدثت حوافرها حفرة دائرية بلغ قطرها مئات الأقدام ، أصبحت فيما بعد مستنقعًا ، يحيط بطرفه الشمالي جدار صخري طويل ومرتفع .

ويُحكى أن أصوات خشخشة قيود أوركو ، لا تزال تُسمع أحيانًا في قمة الجبل ، وأسفل سفوحه عند شاطئ البحيرة ، وأن المكان قد شهد حدوث أمورًا غير عادية ، كما يؤكد واحد أو أكثر من السكان المقيمين في المناطق المجاورة ، أنهم رأوا أوركو تتجول في قاعاتها وغرفها الرائعة ، وتحظى مثل هذه الأخبار بتصديق مطلق من قبل الناس هناك .

By Lars