هي جزيرة الفصح أو القيامة المعروفة بـ Easter island أو رابا نوي نسبةً إلى شعبها ، وتسمى بالإسبانية (جزيرة دي باسكوا ) وهي جزيرة تشيلية في جنوب شرق المحيط الهادئ ، تقع في أقصى نقطة في جنوب شرق المثلث البولينيزي في أوقيانوسيا ، وتشتهر جزيرة إيستر بأكثر من 1000 تمثال من التماثيل الضخمة التي تسمى موي وقد أنشأها شعب رابا نويا .
وفي عام 1995م عينت اليونسكو جزيرة إيستر موقعًا للتراث العالمي ، مع جزء كبير من الجزيرة المحمية داخل متنزه رابا نوي الوطني ، ويُعتقد أن سكان جزيرة البولينيزية في إيستر ، قد وصلوا إلى جزيرة إيستر في وقت ما بالقرب من عام 1200م ، وأنها خلقت ثقافة مزدهرة كما يتضح من العديد من الآثار الحجرية الضخمة في الجزيرة ، وغيرها من القطع الأثرية .
فقد أدى تطهير الأراضي للزراعة إلى إزالة الغابات تدريجيًا ، وبحلول وقت وصول الأوروبيين في عام 1722م ، كان عدد سكان الجزيرة يقدر بـ 2000 إلى 3000 نسمه ، وتسببت الأمراض الأوروبية وسرقة الرقيق في بيرو في ستينيات القرن التاسع عشر ، بالإضافة إلى الهجرة إلى جزر أخرى مثل تاهيتي في استنزاف السكان ، مما أدى إلى انخفاض نسبتهم إلى 111 نسمة من السكان الأصليين في عام 1877م .
وقد ضمت شيلي جزيرة الفصح في عام 1888م ، وفي عام 1966م مُنحت شعوب رابا نوي الجنسية التشيلية ، ويقع عدد كبير من التماثيل الذي يقدر بنحو 1000 تمثال على ساحل الجزيرة النائية Easter Island ، ويتساءل الباحثون دائمًا لماذا كل التماثيل بنيت ونحتت على الساحل ؟ فلقرون عديدة ساهمت التماثيل الشهيرة التي تنتشر على ساحل جزيرة إيستر النائية في جنوب شرق المحيط الهادي في إثارة وحيرة علماء الآثار .
ويدعى الآن فريق من علماء الآثار أنهم أجابوا على أحد أكبر الأسئلة المحيطة بالأشكال الحجرية الغامضة ، ولماذا تم بناؤها في المقام الأول حيث وجد فريق من الباحثين من جامعة بينغهامتون ، أن إمدادات المياه الرئيسية لسكان الجزيرة قد تكون السبب في تركيز التماثيل على سواحل الجزيرة .
حيث اكتشف الفريق أن هناك كمية صغيرة فقط من المياه العذبة المتاحة في جزيرة إيستر ، والتي يطلق عليها أيضًا رابا نوي ، لذا فإن الأشخاص الذين يعيشون هناك يعتمدون على الأرجح على تصريف المياه الجوفية في المناطق الساحلية ، كمصدرهم الرئيسي لمياه الشرب ، وظل موقع التماثيل دائمًا مصدرًا للارتباك بالنسبة للباحثين ، إلا إن اكتشاف المصدر الرئيسي لمياه الشرب من سكان الجزيرة أجاب على هذا السؤال المحير .
“ومع علمنا الآن بموقع المياه العذبة ، فيتضح أن موقع هذه المعالم والميزات الأخرى له معنى هائل، حيث يتم وضع المياه العذبة فيها على الفور” ، وكانت الخطوة الأولى للفريق في اكتشاف المصدر الرئيسي لمياه الشرب في الجزيرة ، هو استبعاد المصادر المحدودة الأخرى للمياه العذبة ، فالجزيرة لديها فقط بحيرتين كلاهما يصعب الوصول إليه ، وبها نبع واحد وهو “غالبًا ما يتقلص إلى مستنقع الأراضي الرطبة” .
كما عثر الباحثون على تاهيتا أو صهاريج صغيرة منحوتة في الجزيرة ، كانت تستخدم لجمع الأمطار ومع ذلك ، فقد كانوا يجمعوا كميات صغيرة من المياه العذبة بها ، وهذه الجزيرة تستقبل حوالي 49 بوصة من الأمطار سنويًا ، ولأنها تجمعها مع معدل التبخر المرتفع ، استخلص الباحثون إلى أنه خلال 317 يومًا من السنة ، لن يكون بالإمكان استخدام الصهاريج كمصدر وحيد للمياه .
حيث يقول الباحث ليبو “بأن التربة البركانية التي يسهل اختراقها تمتص بسرعة المطر ، مما أدى إلى نقص في الجداول والأنهار” ، “ولحسن الحظ تتدفق المياه الموجودة تحت الأرض نحو الأسفل ، وفي النهاية تخرج من الأرض مباشرة عند النقطة التي تلتقي فيها الصخور الجوفية المسامية مع المحيط عندما يكون المد والجزر منخفض .
وهذا يؤدي إلى تدفق المياه العذبة مباشرة في البحر ، وبذلك يمكن للبشر الاستفادة من مصادر المياه العذبة هذه عن طريق التقاط المياه في هذه النقاط ، وقد ساهم اكتشاف الفريق الرائع في إلقاء ضوءًا جديدًا مدهشًا على تاريخ التماثيل والحياة لسكان الجزيرة ، بالإضافة إلى جذب الباحثين لأدلة جديدة نحو فتح جميع أسرار الجزيرة المخفية ، ومن عاش عليها منذ قرون .