“لكل قاعدة شواذ” ، هذه هي القاعدة المعروفة والواضحة في حياة البشر ، غير أن الحقائق العلمية الثابتة في كثير من الأحيان لا تقبل الشذوذ عن القاعدة ، وإلا سيكون الأمر من الخوارق أو العجائب ، ولعلّ من أبرز القوانين التي لا تحيد عن قاعدتها الأساسية ذلك القانون المعروف باسم قانون الجاذبية الأرضية ، حيث التزام كل الأشياء فوق الكرة الأرضية بهذا القانون الذي يجذبهم إلى الأرض طالما أن الوضع يسمح بذلك ، مثلما حدث في قصة التفاحة الشهيرة التي سقطت من الشجرة على الأرض ، ولكن فيما يبدو أن الأمر مختلف في قصة الصخرة الهندية العجيبة ، تلك الصخرة التي تحدت قانون الجاذبية .
صخرة ضخمة تتحدى الجاذبية الأرض :
هناك في الأراضي الهندية وبالتحديد في بلدة “ماهابالبيورام” انتصبت صخرة ضخمة الحجم منذ أكثر من 1300 سنة ، حيث وقفت بزاوية تميل 45 درجة دون أن تتحرك أو يتغير وضعها بفعل قانون الجاذبية الأرضية ، وخاصةً أن وزنها قد بلغ 250 طن وتمتلك قطرًا يصل إلى خمسة أمتار ، وتقوم بملامسة الأرض في متر واحد فقط ، فكان من المفترض أن تسقط نتيجة لهذه المواصفات ، إلا أن هذا الأمر لم يحدث ، وهو ما تسبب في حيرة شديدة للعلماء الذين عجزوا عن وجود تفسير علمي لما يحدث مع هذه الصخرة .
محاولات لتحريك الصخرة :
أثارت قصة هذه الصخرة السكان الذين يعيشون بالقرب منها ، وهو ما جعل هناك العديد من المحاولات لإزاحة هذه الصخرة ، كانت أحلام السكان تنصب في إزاحتها مجرد إزاحة بسيطة ، ولكن ما زاد من تعجبهم أن الصخرة وقفت بكل قوة دون أن تتحرك على الإطلاق ، حتى وصل الأمر إلى محاولات من كبار الشخصيات المسئولة في الهند .
وقد كان الملك “ناراسيمهافرمان” والذي كان يحكم بالناحية الجانبية من الهند (630م-668م) أحد هؤلاء الذين حاولوا استخدام قانون الجاذبية في إخضاع هذه الصخرة العجيبة ، ولكن الصخرة أبت أن تخضع لهذا القانون ، حتى بدت تلك الصخرة وكأن لها جذورًا ثابتة داخل باطن الأرض .
وكانت هناك محاولة أخيرة لتحريك تلك الصخرة بعد العديد من المحاولات الفاشلة ، والتي تمت خلال عام 1908م ، حيث قام الحاكم “آرثر لولي” الذي كان يحكم مادراس آنذاك بمحاولة لتحريك هذه الصخرة وتغيير موضعها ، حيث أنه كان يخشى على المواطنين الذين يقتربون منها من تدحرجها المفاجئ وهو ما قد يتسبب في كارثة .
استعان آرثر لولي بسبعة من الفيلة كي يقوموا بتنفيذ هذه المهمة المعقدة ، ولكن الوضع بقي كما هو عليه ، حيث أن الصخرة رفضت أن تتحرك في أي جهة ولو لمجرد مليميتر فقط ، حيث وقفت الفيلة عاجزة أمام قوة هذه الصخرة ، ومن هنا كانت نهاية المحاولات ، نتيجة للإيمان بقوة الصخرة والعجز أمام صمودها لتبقى على وضعها طيلة كل هذه الأعوام.
معتقدات حول الصخرة :
بعد أن تمكنت تلك الصخرة من إثبات قدرتها وقوتها ، بل تفوقها على قانون الجاذبية ، كان من الطبيعي أن تخرج بعض التفسيرات من أهل الهند ، حيث أنهم اعتقدوا أنها صخرة مقدسة ، وهناك من اعتقد أنها قد سقطت من السماء ، وقد أرجعوا سر قوتها إلى هذه المعتقدات الشعبية.
انتشر صيت تلك الصخرة في البلاد بعد محاولات تحريكها الفاشلة ، وهو ما جعل موضعها مكانًا سياحيًا مميزًا يأتيه السياح من أجل زيارة تلك الصخرة العجيبة التي لا مثيل لها في العالم ، والتي اخترقت كل الحدود الطبيعية والقوانين الفيزيائية ، لتصبح من العجائب الموجودة في بلاد الهند .