انتبه ملوك وأمراء الحضارات القديمة ، إلى أن ملكهم زائل وليس دائمًا عقب وفاتهم ، خاصة وأن مسألة ارتباطهم بالحياة ، متعلقة بالروح التي يمكن أن تفيض إلى بارئها في أية لحظة ، ولهذا سعى الكثيرون منهم للبقاء على قيد الحياة لفترة طويلة للغاية ، بأساليب مختلفة ، بالطبع لم ينجح أيًا منها ، سوى أنهم قد ظلوا محتفظين بأجسادهم ، مثلما فعل الفراعنة بعمليات التحنيط ، ونجح آخرون في البقاء والخلود بأسمائهم ، من خلال ما أنجزوا من أعمال ، وما تركوه من بصمات حضارية واضحة .

إمبراطور الصين الأول (شي هوانج)  الذي أراد أن يكون الأخير :
شي هوانج كان اسمه الحقيقي يينج تشنج ، وكان قد ولد عام 259 قبل الميلاد ، وحصل على لقبه شي هوانج فيما بعد ، وكان يعني باللغة الصينية الإمبراطور الأول للصين ، هذا الرجل منذ أن تولى سلطته ، أخبر من حوله بأن سلطته سوف تمتد لآلاف السنين ، وستحصل عليها سلالته جيلاً بعد جيل ، هذا الأمر الذي دفعه للبحث عن الخلود لسنوات طويلة .

بالطبع أن يحصل الإنسان على السلطة والهيبة والمال ، والسيطرة على ربوع البلاد من شرقها إلى غربها ، كل ذلك كان كفيلاً ، بأن يحاول شي هوانج الاحتفاظ بهم جميعًا ، للأبد وهو حي مخلّد لا يموت ، فبدأ بجمع عدد من رجاله العلماء كل في مجاله ، وأرسلهم في بعثات متفرقة ، لكل مكان علم أنه يمتلك عشبة أو طريقة سحرية ، تجعله يبقى على قيد الحياة للأبد .

إلا أن الفرق والبعثات كانت ما تعود دائمًا ، بدون جديد أو مفيد للإمبراطور ، مما دفعه إلى اللجوء لوصفات الطب القديمة ، والتي أودت بحياته وعجلت بموته بدلاً من تخليده ، حيث نصحه أحد ممارسي الطب القديم ، بتناول الزئبق بصفته إكسيرًا للحياة ، مما أدى إلى وفاة شي هوانج عن عمر ناهز تسع وأربعين عامًا! بعدما أصابته وعكات صحية عديدة ، نتيجة تناوله لتلك المادة السامة ، ليصبح مثالاً لكل من رغب في الخلود ، وأن الأمر بيد الله فقط .

وفي عام 2002م ، عثر عدد من الآثاريون الصينيون على ألواح خشبية قديمة ، تعد مثل الأوراق الرسمية والمذكرات ، التي نكتبها حاليًا ، وكان على رأس هؤلاء الآثاريون تشاج لونج الباحث في معهد هونان للآثار ، الذي قال أنه قد وجد نصوصًا من شي هوانج يأمر فيها شعبه ، بالبحث عن إكسير الخلود ، ولكن الردود وفقًا لما كتبه شي هوانج ، جاءت مؤسفة للغاية ، عدا البعض ممن أشاروا ، لوجود عشبة في منطقة تدعى لانجيا ، وهي تنبت بالجبال .

كونتيسة الدماء حاملة شعار : الموت ثمن الخلود
روى التاريخ قصصًا كثر ، عن أناس من ملوك وسلاطين ارتكبوا الكثير من البشاعات ، بحق خدامهم ومن يعملون لديهم ، بحجة أنهم الصفوة ، ولكن تلك السيدة فاقت هؤلاء في القسوة والتعذيب ، ما جعل بعض المؤرخين يصفونها ، بكونها أنثى دراكولا ، نظرًا لما فعلته بحق سيدات القرن السادس عشر حيث عاشت .

كانت الكونتيسة إليزابيث باثوري ، واحدة من أشهر سيدات المجتمع بالقرن السادس عشر ، وهي من طبقة النبلاء آنذاك ، كانت باثوري تنحدر من أسرة أرستقراطية جاءت من ترانسيلفانيا ، وتزوجت من أحد النبلاء وعاشت في قصر اتخذت منه ملجأ لها ، وقررت أن ترتكب فيه أبشع الجرائم ، ليس بغرض الانتقام من أحدهم ، وإنما بغرض الحياة الأبدية التي طالما حلمت بها .

لُقبت بكونتيسة الدماء ، حيث استطاعت أن ترتكب أفظع وأشرس عمليات القتل ، في التاريخ نظرًا لتفكيرها المريض ، بأن شرب دماء الفتيات والسيدات ، سوف يمنحها خلودًا دائم وشبابًا لا يزول ، فكانت تتصيد الفتيات اللاتي يعملن بالقصر لديها ، بمساعدة ثلاث من الرجال ممن يخدمونها .

وكانت باثوري تتفنن في تعذيب ضحاياها ، الفقيرات المعدمات قبل أن تشرب دمائهن الطازجة ، فكانت تقيد معاصمهن وأرجلهن ، وتقرض أثدائهن وشفاههن بأسنانها ، حتى تقضم قطعًا من اللحم! ثم تحرقهن بعدما تنل غرضها .

استمرت الكونتيسة فيما تفعل ، حتى بات لديها خدم من الرجال فقط ، ولا وجود للنسوة بقصرها ، فجن جنونها ، وبدأ خيالها المريض يهيأها للحصول على دماء النبيلات ، حيث كانت الأسر النبيلة ترسل بناتهن ، لتعلم فنون الإيتيكت ، فكانت باثوري تقنعهن بالمكوث في قصرها ، ثم تنقض عليهن لشرب دمائهن .

الأمر الذي كشفها بعدما قضت على كثير من الفتيات النبيلات ، اللاتي كن يختفين ، بعدما يذهبن إليها ، فقام القاضي بإعدام الرجال الذين ساعدوها ، ولم يحكموا عليها بالإعدام نظرًا لانحدارها من عائلة نبيلة ، فتم حبسها بإحدى القلاع حتى توفيت ، ولعلها كانت تتساءل أثناء الوفاة ، لماذا لم تخلد للأبد كما كانت ترغب .

By Lars