الأسطورة هي عبارة عن خرافة ، لقصة قديمة رواها الأجداد وتناقلتها الأجيال ، واحدًا تلو الآخر ، وظلت مترسخة في وجدان وثقافة الأجيال ، على مدار الزمن حتى أصبحت عقائد ، قد لا يمكن تصديقها حديثًا مع التطور والعلم الحديث ، وإنما تظل راسخة في الوجدان ، خاصة أن أغلبها قد يتعلق بأمور حياتية ، لا يرغب العديد في الخوض بها .

ومجتمعنا العربي ، ذاخر في ثقافته بالكثير من الأساطير الشعبية ، خاصة في كل دولة عربية ، حيث تختلف بعض الأساطير بيننا ، من بلد لآخر ، وتلك قصص لبعض الأساطير المنتشرة والمترسخة ، في وجدان اليمن .

عقد الزواج بين العيدين :
في كثير من المناطق الريفية باليمن ، يكره كبار السن أن يعقد قران أبنائهم ، أو أحفادهم في الفترة بين العيدين ، نظرًا لكونها وفقًا لما وصلهم من الأجداد ، تكون فترة ونذير شؤم ، تنهي حياة الزوجين ، بالطلاق في أقرب فرصة ، ولهذا يجب على الجميع الانتظار ، لانتهاء هذه الفترة قبل أن يزوجوا أبنائهم .

جن شجرة الأثب :
تشتهر هذه الشجرة في منطقة اليمن الجنوبية ، ووفقًا للفلكلور اليمني القديم ، فإن هذه الشجرة تسكنها عشائر الجن ، ولهذا يحذر كبار السن من أن يتم التعرض لمثل تلك الشجرة ، بالقطع أو القذف بالحجارة ، حتى لا يتأذى الجن الموجود بها ، فينتقم من الفاعل ويحيل حياته إلى جحيم ، وقد ينتهي به الأمر إلى الجنون .

وكثيرًا ما يوصي اليمنيون ، بألا يقطع أحدهم أي جزء من الشجرة ، و هناك قصة تدور بشأن أحد الفلاحين ، والذي لم يستمع إلى نصائح من حوله ، بعدم التعدي على الشجرة ، فقام بقطع جزء منها ، فتسبب بمقتل طفلين من أبناء الجن ، الساكن بالشجرة ، وقطع ساق الأم كذلك ، مما دفع بالجن الأب للانتقام من أجل أبنائه وزوجته ، وصب لعنته على هذا الفلاح ، الذي هاجمهم في مسكنهم بالشجرة .

قام الجن باختطاف طفلي الفلاح ، ولم يعودا إلى الأبد ، كما أصيب الفلاح بالجنون ، انتقامًا مما فعل بعشيرة الجن هذه .

القط الأسود والجن :
تلك الأسطورة نجدها منتشرة بين كافة شعوب العالم ، سواء في عالمنا العربي أو العالم الغربي كذلك ، فالكثيرون يؤمنون بأن أي حيوان أسود ، وتحديدًا إذا ما كان قطًا أو كلبًا  ، فما هو سوى جن متخفي بتلك الهيئة ، ولهذا حذّر القدماء من الأجداد والآباء ، بألا يتعرض أحدهم لمثل تلك المخلوقات ، حتى لا يصيب الجن الرابض بهذا الحيوان ، ويدفعه للانتقام منه ، وفي الدول المسلمة يكتفي بترديد آيات من القرآن الكريم ، عند رؤيتهم .

أما في الغرب فيعتقد منذ القرون الوسطى ، أن القط هو مخلوق متعلق بالسحر الأسود ، وكثيرًا ما كان يتم إعدام السيدات ، اللاتي ترافقهن القطط ، اعتقادًا من الجميع أنها ساحرة وتمارس فنون السحر ، ولابد لها من استخدام القط في تسيير أعمالها .

الوقت بين المغرب والعشاء :
تنتشر تلك الخرافة في الثقافة اليمنية ، أكثر من غيرها ، حيث يؤمن الأجداد بأن الوقت الفاصل بين فترتي ، المغرب والعشاء ما هو إلا وقت نشاط الجن والحيّات والهوام ، وتكون فترة مشؤمة خاصة على الأطفال الصغار .

حيث يشاع بالفلكلور اليمني ، أن من يخرج من الأطفال في مثل هذا الوقت ، فهو معرّض للصرع والموت والعديد من الإعاقات ، التي يمكن أن تصيبه نفسيًا وجسديًا ، وأن من يرغب في الخروج من الأطفال بمثل هذا الوقت ، خاصة في الريف ، فيجب أن يحصن نفسه ، ويحمل معه بعض الدواجن وحساء الأغنام ولبن البقر ، نظرًا لأن الجن يحبون تلك الأطعمة .

By Lars