الخرافات أو الأساطير الشعبية ، هي جزء من ثقافات البلدان حول العالم ، وهي لغويًا تعني الاعتقادات الباطلة في الأشياء ، دون دليل منطقي على صحة حدوثها ، واعتمادها على تكهنات وخيالات ، لكل من رووها قديمًا ، وتناقلتها الأجيال بعد ذلك ، كمعتقدات مسلم بها ، اعتمادًا على خبرات السابقين ، فهي تمثل إرثًا لابد من الحفاظ عليه .
وقيل أن خرافة ما هو إلا رجلاً صالحًا ، كان يعيش في الجاهلية وأسره الجن ، ثم أطلقوا سراحه بين البشر مرة أخرى ، ليبدأ هو في رواية أحاديث عجيبة ، ويحدّث بها الناس ، قائلاً لهم أنه رأى فيهم العجب ، وتلك قصص لبعض الخرافات ، المنتشرة حول العالم كل في بلد مختلف ولها قصة وجذور .
في الأرجنتين: الطفل السابع مستذئب :
تنتشر في كل من الأرجنتين ، وأوروجواي والبرازيل أسطورة شهيرة ، بشأن الأطفال وتعرف باسم أسطورة لوبيزون ، وتعني الكلمة ؛ الطفل السابع ، وهو ابن لشخصين هما كيرانا وتاو ، وكان كلاهما معاقب بلعنة أبدية ، لا أحد يدري ما سببها ، ولُعن لوبيزون بلعنة أبويه ، فتحول إلى مستذئب يعيش بالمقابر ، ويتغذى على الجثث والرمم ، وله رائحة أشبه بالموت ، حيث يحل أينما ذهب لوبيزون .
ووفقًا لتلك الأسطورة ، صار الطفل السابع بين أشقائه ، ملعونًا أو يحمل اللعنة الأسطورية ، في المناطق التي نشأت على هذه الأسطورة ، وعليه فأي طفل هو السابع بين إخوته ، يتحوّل في أول جمعة له ، عقب إتمامه لعامه الثالث عشر .
تلك الأسطورة دفعت العديد من النساء ، إلى الإجهاض بالحمل السابع ، أو وأد الطفل عند ولادته ، إذا ما تعذر على الأم التخلص من جنينها ، وكل ذلك خوفًا من تحوله إلى مستذئب ، وفقًا للأسطورة الشعبية ، ومن أجل محارية تلك الأفكار ، قام الرئيس الأرجنتيني بمبادرة ، لتبني وكفالة أي طفل ، يكون في الترتيب السابع بين أشقائه .
ولكن من الحقائق المهمة ، هو أن هذا التقليد أتى به رجل وزوجته ، روسيان المنشأ في عام 1907م ، أثناء زيارتهما للأرجنتين وطلبهما تبني ، طفلاً يكون ترتيبه السابع بين أشقائه ، وبالفعل تم لهما ذلك ، وأصبحت عادة هادمة للخرافة ، ولا علاقة لها بمبادرة الرئيس .
في بريطانيا : ستسقط المملكة إذا ما طارت الغربان الست :
انتشرت أسطورة وخرافة في أنحاء بريطانيا ، منذ عام 1666م بشأن كيفية انهيار المملكة ، حيث يسقط التاج الملكي إذا ما حدث ، وطار ست غربان من البرج الموجود في لندن ، وجاء أصل تلك القصة ، عندما حدث حريق لندن الكبير ، حدثت مجاعة كبرى في البلاد ، فقام الناس آنذاك باصطياد الغربان .
من أجل سد رمقهم بدلاً من الموت جوعًا ، إلا أن ما يحدث لم يلق إعجاب ، أحد مستشاري الملك تشارلز الثاني ، فذهب إلى الملك وأوحى إليه ، بأنه سوف يفقد حكمه ، ويسقط تاج المملكة ، إذا ما قُتل آخر غراب بالمملكة ، فخشي الملك من تلك النصيحة ، فأمر بإحضار ست غربان ، وقام بقص ريشهم جميعًا ، وحبسهم داخل برج لندن ، حتى لا يتمكنوا من الطيران ، وأقنع نفسه أنه بهذا يحمي بقاء مملكته .
وغربان لندن هي واحدة من أشهر الأساطير ، وأشهر غربان العالم أيضًا ، ويأتي إليها السائحين من كافة بلدان العالم ، ليحصلوا على صورًا فوتوغرافية برفقتها ، وكان دائمًا ما يتم تأخير نبأ فقدان أحدهم ، حتى لا تنتشر الشائعات وتعود الأسطورة من جديد ، بأن المملكة سوف تنهار .
ومن شدة ترسخ تلك الأسطورة في الأذهان ، حرص الملوك واحدًا تلو الآخر على بقاء تلك الغربان ، بصحة جيدة وعملوا على تناسلها ، حتى أن الأسطورة من شهرتها ، غارت الطائرات الألمانية على البرج ، لقتل الغربان كلها ، إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، من أجل إحباط الجنود البريطانيين ، ممن يؤمنون بتلك الخرافة من بينهم .
وفي مارس الماضي أُعلن عن وفاة ، أقدم غربان البرج بالمملكة عن عمر بلغ اثنين وعشرين عامًا ، عقب إنجازه لمهامه بحماية المملكة وحماية التاج ، وترك من خلفه ست غربان آخرين ، لأجل الوفاء تجاه المملكة وحماية تاجها ، والسابع حتى إذا ما فقد أحدهم ، كان هناك بديلاً .