سمعنا بالكثير من الأساطير ، والأفلام ذات المحتوى الخيالي ، أن هناك موتى أحياء ، يعودون إلى دنيانا عقب موتهم ودفنهم تحت الثرى ، فيستيقظون ويسيرون هائمين بالشوارع ، وقد يقتلون كل من يراهم ويهاجمون الأطفال ، ويحاولون أكلهم ، بل ويتغذون على الحشرات والدود أيضًا .
وقد عرفت السينما الغربية هؤلاء باسم الزومبي ، وهو في الحقيقة محاربة للقائد المسلم محمد زومبي ، الذي جاهد ودافع عن الإسلام ، بعد أن أشاعوا هذا المسمى للموتى الأحياء .
ولكن هل الموتى الأحياء موجودون في عالمنا الواقعي حقًا؟ هل ينهض الموتى من قبورهم ، ليتجولوا في الشوارع ويرهبون الأحياء ؟ نحن نعلم أن الروح من أمر الله ، ولا يعود الموتى من موتهم ، سوى بأمر من المولى عز وجل ، إلا أن هناك بعض حالات الوفيات التي عادت من الحياة مرة أخرى ، تحت متلازمة تدعى متلازمة لازاروس ، ولكنها تكون لبضع دقائق ويموت الجسد مرة أخرى ، أما ما حدث مع كلارفيوس نارسس ، الذي عاد من الموت بعد ثمانية عشر عامًا!! فهو قصة غريبة حقًا .
تدور قصة كلارفيوس نارسس ، وهو أحد مواطني هاييتي الواقعة على ضفاف البحر الكاريبي ، حيث بدأت قصة كلارفيوس ، في عام 1962م ، أثناء عودته إلى منزله ، عقب يوم عمل شاق ، خارج المنزل ، ولكنه ما أن دلف إلى منزله ، حتى سقط كلارفيوس على الأرض ، فاقدًا لوعيه فنقله أهله إلى المشفى ، وبعد الفحص من قبل الأطباء بالمشفى ، تم إعلان وفاة كلارفيوس ، إثر إصابته بسكتة قلبية ، وقام بالتوقيع على شهادة الوفاة ، طبيبان أمريكيان ، مقيمان بالمشفى ، وقد تسلم أهله الجثمان بالمساء ، وقاموا بدفنه في نفس الليلة .
من الطبيعي أنه بموت الإنسان ، لا يعود إلى الحياة ، حيث يتوقف القلب عن الخفقان ، ويموت العقل بخلاياه ، التي ما تلبث أن تبدأ بالتحلل ، فلا يبق من الإنسان شيء .
إلا أنه وعقب مرور ثمانية عشر عامًا ، من وفاة كلارفيوس شاهده أهالي قريته ، وهو يتجول بينهم بشحمه ولحمه وقد تعرفوا عليه سريعًا ، ولكن كيف حدث هذا ؟
بسؤال كلارفيوس عن الكيفية التي عاد بها ، إلى الحياة مرة أخرى عقب تلك الأعوام الطويلة ، أجابهم أنه عقب أن أتموا أمور الدفن ، ورحلوا جاءه أحد السحرة ، من كهنة الفودو الأسياد ، وقام بسحب جثته من داخل القبر ، عقب منتصف الليل ، ثم قام بسقياه شرابًا ما ، أعاده إلى الحياة مرة أخرى !
ومنذ ذلك الحين ، وبعد أن نهض كلارفيوس ، ظل تابعًا وعبدًا لهذا الكاهن ، يأتمر بأمره واستخدمه هذا الكاهن ، في العمل بأحد حقول السكر ، وظل على تلك الحال لسنوات طويلة ، ولم يتحرر سوى بعد وفاة هذا الكاهن ، فتحرر كلارفيوس وانطلق عائدًا صوب قريته .
بالطبع سكان هاييتي ، يصدقون هذا الحديث ، وفقًا لثقافتهم الشعبية المترسخة في وجدانهم ، ولكن ماذا عن الطب؟ يقول الأطباء ، أن لهذا الوضع نظرية ما ، متعلقة بشأن سحرة الفودو ، والذين يقومون بإعطاء المريض جرعات معينة من سم سمكة النفاخ ، الذي يخفض نبضات القلب ، بطريقة قد تخدع الأطباء المتمرسين أنفسهم .
ثم يقومون بمنح المريض عقب دفنه وعودة الأهل إلى منازلهم ، عقارين لسحب السم من جسده ، فيستعيد المريض قدرته على التنفس والحركة ، مرة أخرى فيبدو الأمر أمام الجميع ، أن الساحر قد أعاد الشخص إلى الحياة .