تبدأ قصة الجندي الياباني شويتشي يوكوي بعد انتهاء الحرب العالمية ب27 عام بعد النزاع العسكري الطويل بين الولايات المتحدة واليابان ورجوع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تم العثور على الجندي مختبئ في أدغال جزيرة غوام في انتظار أوامر قائده العسكري ..!
اختفى الجندي الياباني عام 1944م بعد معركة شرسة اندلعت بين القوات اليابانية والقوات الأمريكية عند اقتحام الولايات المتحدة جزيرة غوام البالغ مساحتها 200 ميل غرب المحيط الهادي لإتمام السيطرة على الجزيرة بعد خسارة القوات اليابانية في الشهور الأولى من الحرب ، كانت في تلك المعركة الكثير من الإصابات على الجانبين الأمريكي والياباني .
في الجبهة اليابانية حدثت مشكلة كبيرة هي انقطاع الاتصال بين الفصيلة العسكرية الموجودة في جزيرة غوام وبين القيادة المسئولة عنها وبناءًا على ذلك رفضت الفصيلة الاستسلام للقوات الأمريكية دون أوامر وفي تلك الأثناء اختفى الجندي شويتشي يوكوي مع فصيلته العسكرية والتي ظلت على قيد الحياة في غابات الجزيرة .
في البداية كان بالفصيلة 12 جندي ياباني رفضوا الانسحاب من الجزيرة وسعوا لقدم الوقوع في الأسر في انتظار أوامر القائد ، في الأشهر الأولى اعتمد الجنود على صيد الماشية الموجودة في الغابة ومع اقتراب القوات الأمريكية من حواف الغابة قرروا التوغل في الغابة في العمق وفي غضون بضع سنوات تم القبض على رفقاء الجندي وبعضهم مات بسبب المرض والجوع ولم يبقى على قيد الحياة سواه استطاع العيش معتمدًا على نظام غذائي شامل تناول الثعابين والضفادع والجرذان ، واستطاع أن يبني مآوى تحت الأرض باستخدام أعواد قصب الخيزران ونجح في بناء مصيدة لصيد الأسماك والثعابين البحرية من النهر الصغير الواقع على حواف الغابة .
واستعمل لحاء الأشجار كخيوط لصنع الملابس وبالصدفة وعلى أيدي اثنين من الصيادين الأميركيين تم العثور على الجندي فجأة أثناء قيامه بصيد الأسماك على النهر وبعد عشرين عامًا من احتجازه في الجزيرة وحيدًا كان يمانع ويقاوم الصيادين وحاول الاستيلاء على بنادقهم للدفاع عن نفسه ولكنه لم يكن لديه القدرة الكافية على المقاومة وضعفت قوته البدنية نتيجة لسوء التغذية وبعد القبض عليه التمس من معتقليه موته عليه بدلًا من اعتقاله ، ولكن بعد الإفراج عنه وعودته لليابان كان بطلًا تم الترحيب به .
في اليابان تم الترحيب به على أنه مثال يحتذى به في التضحية الوطنية والانتماء فقد تغيرت اليابان بشكل جذري بعد عام 1972م وأصبح الجندي مجرد مفارقة تاريخية فقط وأمضى الجندي سنواته الأخيرة كأحد مشاهير اليابان ورغم التزامه الكبير بالتقاليد القديمة ولكنه كان مرحبًا به ولكنه فشل في الترشح للبرلمان الياباني وظل منتظمًا في إلقاء المحاضرات عن مهارات البقاء على قيد الحياة وتزوج قبل وفاته بقليل وتوفي عام 1997م وعمره اثنان وثمانين عامًا ..