هل خضت تجربة الإعجاب بأحد المشاهير من قبل ، حتى تحول الأمر بالنسبة لك إلى هوس مرضي؟ هل قست ما تفعله من سلوك تجاه هذا الشخص المشهور ، وانصرفت بتفكيرك بأنك طبيعي ، ومتحكم بأفعالك أم أنك تجاوزت كل الحدود المتعارف عليها ؟
في هذه القصة ، نروي أحداثًا ومواقفًا حدثت للمؤلف الشهير ستيفن كينج ، الذي حاز على إعجاب الملايين على مستوى العالم ، ولكنه في المقابل ، دفع ثمن هذا الإعجاب من خلال عدد من المواقف ، الغريبة التي يمكن تسميتها ، بأنها قد تعدت حدود العقل .
يعد الكاتب الكبير ستيفن كينج ، أبًا روحيًا لأدب الرعب في العالم ، فلا يوجد شخص لم يقرأ له على الأقل ، عملاً واحدًا أو يشاهد فيلمًا سينمائيا ، مستوحى من أعماله المميزة ، فستيفن كينج ينتج على الأقل ، رواية أو عملين متميزين كل عام ، فله أكثر من مائتي رواية ، والعديد من القصص القصيرة المتميزة فيما بينها ، فلا واحدة تشبه الأخرى ، ولا واحدة تشبه شيئًا آخر في العموم ، هذا التميز والرقي الفريد ، هو ما جعل له قاعدة كبيرة من محبيه ، ومعجبيه على مستوى العالم .
وفي أحد الأيام وأثناء تواجده بإحدى حفلات توقيع كتبه ، سأل المضيف ستيفن كينج عن أغرب المواقف التي تعرض لها ، من قبل معجبيه ، هنا ابتسم ستيفن كينج وأخذ يسترسل بشأن بعض معجبيه ، وروى أن أحد هؤلاء قد أرسل له بالبريد ، لعبة على هيئة دب مربوط ، بسلاسل حديدية ساخنة لدرجة الاحمرار ، حتى أن أطراف الدب كانت قد بدأت في الاشتعال ، ومعه صورة كان مكتوب عليها ، إذا لم تنشر كتابك الجديد سوف يموت هذا الدب .
بالطبع لم يأخذ ستيفن كينج هذا الحديث ، بمحمل الجدية بل قام بوضع الصورة في مكتبة ، وعلقها على سبيل التشجيع له ، على الانتهاء مما يكتب ، ولكن بعد هذا الموقف بفترة قصيرة ، أبلغ ستيفن الشرطة المحلية ، في مدينة بانجور بالولايات المتحدة الأميركية ، بأن هناك شخصًا قد اقتحم سور منزله ، ويتجول بالحديقة حول البيت .
أتى رجال الشرطة وبالفعل وجدوا شخصًا يتجول حول المنزل ، وألقوا القبض عليه ، وأثناء قيامهم بذلك صرخ الرجل ، أن كينج يسرق أفكار الناس ، ويقتل آخرين بمجرد التفكير ، نال هذا الرجل محضرًا بعدم التعرض لكينج مرة أخرى ، وتم سجنه لفترة من الوقت بعدما حاول قتل الشرطي ، الذي قام بإلقاء القبض عليه .
في نفس العام ، سمعت تابيثا كينج صوت زجاج يتحطم بالمنزل ، ولم يكن ستيفن متواجدًا آنذاك ، فقامت بإبلاغ رجال الشرطة ، ثم خرجت لتتفحص الأمر ، فوجدت أحد معجبي ستيفن ، يقف خارج المنزل ويدعى إيريك كيين ، وكان إيريك يصرخ بشدة أنه يحمل قنبلة ، وسوف يقوم بتفجير المنزل ، حيث أن ستيفن قد سرق فكرة رواية ميزري من رأسه ! وطلب أن يأتيه ستيفن كينج بالحال ، لم تمض دقائق وكان رجال الشرطة في المكان ، وبعد أن ألقي القبض على إيريك ، لم تكن القنبلة بحوزته حقيقية ، واعترف الأخير بأنه رغب فقط في تطبيق ما قرأه بالرواية ، على مؤلفها .
وكانت الرواية تتحدث عن إحدى المعجبات ، التي قامت باختطاف الكاتب الذي طالما قرأت له ، وكسرت ساقيه حتى لا يستطيع الفرار منها ، ليبق عاجزًا طيلة الوقت ، وظلت محتفظة به في مزرعتها الخاصة ، ودفعته للكاتبة لها بشكل خاص .
وفي حادث آخر مع الكاتب ستيفن كينج ، روى أنه استيقظ برفقة زوجته في أحد الأيام ، ليشاهدوا شخصًا في حديقة منزلهم ، يحاول دفن نفسه حيًا! بالطبع ألقي القبض عليه عقب إبلاغ ستيفن للشرطة ، وأقر الرجل بأنه أراد أن يموت في منزل كينج ، ويتحول إلى أفكار تراود كينج بعد تحلله ، حتى يبقى إلى الأبد خالدًا ومشهورًا .
وكانت تلك عينة بسيطة ، من قصص المطاردات التي واجهها كينج ، على مر سنين كتابته ، ولكن الأمر الإيجابي في كل هذا ، هو أن كينج كان يستغل الحدث ، ويصنع من خلاله رواية جديدة ، بتفاصيل شديدة الإلهام والتفرد ، إلا أن الجانب السيئ ، كان في اعتقاد معجبيه ، بأن المخاطرة وتخطي حدود العقل ، هي ما ستجعلهم مخلدون في رواياته ، وأنه سوف يكتب عنهم ، فتحول كينج إلى هدف واضح لمعجبيه .