تعد الديانة البوذية والمنسوبة إلى غوتاما بودا من الديانات الرئيسة المنتشرة حو العالم ، وقد نشأت وخرجت الديانة البوذية في الأساس من شمال الهند لتنتقل إلى كافة أنحاء القارة الآسيوية ، من التبت إلى سيريلانكا انتقالاً الصين ، فمنغوليا وكوريا واليابان .
تلك العقيدة التي تتمثل محاورها في ثلاثة أمور ، تكمن في الإيمان ببوذا المعلم نفسه ، ثم الإيمان بالدارما وتعني ، ما تركه بوذا من تعاليم حقيقية ، مفيدة للمجتمع وتسمو بالروح ، وأخيرًا المجتمع البوذي نفسه ، والذي يتوجب عليه التيقظ الدائم ، فكلمة بؤذا في لغة بالي ، والتي كانت تمثل لغة لهند قديمًا ؛ تعني الرجل المتيقظ أو المستنير .
وتذخر تلك الديانة بالعديد من الأساطير ، التي ترتبط بمحاورها بالإضافة إلى طبيعة المجتمع ، الذي انطلقت منه فجاءت إلينا العديد من الأساطير والخرافات ، التي تناقلتها الأجيال في تلك المناطق ، ومن بينها أسطورة خيط العنكبوت .
تروي الأسطورة أنه في إحدى البلدان البعيدة ، كان هناك قاتل يدعى كانداتا ، هذا القاتل الذي كثيرًا ما كان يمارس جرائمه ، بإزهاق أرواح بريئة ويشتهر بتعطشه الدائم للدماء ، وكان في يوم الاحتفال الملكي ، خرج كانداتا لممارسة أفعاله القاسية الشيطانية ، فأمر الملك جنوده بإحضار كانداتا حيًا .
خرج الجنود لإحضار كانداتا ، ولكنهم عندما وجدوه قام بقتلهم جميعًا ، وأثناء فرار كانداتا ، قابلته كتيبة أخرى من الجنود ، ووقع معهم في قتال عنيف ، وكأنهم يواجهون كتيبة كاملة مثلهم ، حتى أصابوه إصابة بالغة ، وجروه إلى الملك جرًا ، ثم أودعوه بالزنزانة ، حتى يأتي أمر القاضي عليه .
عقب مرور يوم واحد ، حكم القاضي على كانداتا بالإعدام ، فهلل الجميع فرحين لموته ، وبالفعل تم تنفيذ حكم الإعدام ، وسط حشد كبير من سكان المدينة ، وسمعهم كانداتا يهللون فرحًا وطربًا ، لتخلصهم من شروره ، وكان كانداتا قبل إعدامه بيوم واحد ، رأى عنكبوتًا في زنزانته ، وهمّ بأن يسحقه بقدمه ، ولكنه تراجع وقال لنفسه ، هذا عنكبوت ضعيف وصغير الحجم .
تم تنفيذ حكم الإعدام ، وكان يومًا مشهودًا ، إنه يوم التخلص من كانداتا ، ولكن استيقظ كاندتا ليجد نفسه في ظلام حالك من حوله ، ويسمع أصوات صرخات وتهليل ، ونظر حوله ليستكشف أين هو ، فإذا بكل من قتلهم يلتفون حوله ، ويصرخون بشدة ويهللون لموته ، وفجأة تحول لون الأرض من تحت قدميه ، إلى اللون الأحمر ، واشتدت حرارتها حتى أصبحت كالجمر ، فأخذ كانداتا يهرول هنا وهناك ، وهو يصرخ أين أنا ، فتعثرت قدمه في دماء أشخاص يطلبون النجدة ، وسمع صوتًا غليظًا يخبره أنه في الجحيم .
فبدأ كانداتا يبكي ويصرخ ، ويطلب الرحمة والنجاة ، هنا قام بوذا ومد له خيوط العنكبوت ، من الجنة التي يقبع فيها وهنا أدرك كانداتا ، بأنه يجب عليه تسلق هذا الخيط ، من أجل النجاة بنفسه من هذا الجحيم .
أخذ كانداتا يتلسق الخيط ، حتى وجد نفسه وقد شارف على الخروج من الجحيم إلى الجنة ، وهنا كان من بالجحيم قد بدؤا في تسلق الخيط خلف كانداتا ، وعندما رآهم غضب كانداتا وبدأ في ركل من خلفوه ، وقال لهم أن هذا الخيط قد نزل إليه من الجنة ، رحمة به هو فقط ، وهم ليسوا معه ودعاهم للهبوط مرة أخرى إلى الجحيم .
هنا غضب بوذا وقام بقطع خيط العنكبوت ، وأسقط كانداتا مرة أخرى في الجحيم ، فقد مد له الخيط أولاً ، بسبب فعل الخير في أنه لم يدهس العنكبوت ، ولكنه عندما أبدى أنانية شديدة ، دفعه بوذا للمكوث في الجحيم مرة أخرى .