نالت مستحضرات التجميل ، شهرة وانتشارًا واسعًا حول العالم ، حيث استخدمتها النساء منذ قديم الأزل ، على اختلاف طرق تصنيعها وأسباب الاستخدام نفسه ، وتطورت مستحضرات التجميل ، من عصر لآخر ومن حضارة لأخرى ، وتلك هي قصة تطور الماكياج أو مستحضرات التجميل ، عبر التاريخ .
مستحضرات التجميل عند المصريين القدماء :
استخدم القدماء المصريون ، كافة أنواع الزيوت العطرية ، وزينوا بها وجوههم وأجسادهم ، بعد أن خلطوها بمزيج من الألوان ، فكانوا يزينون الشفاه باللون الأحمر ، المخلوط بمعدن أحمر اللون ، وكان الكحل يُصنع من الإثمد أو السناج ، ويستخدم فوق الجفون العليا ، ويوضع على الرموش فيكسبها لونًا داكنًا ، يمنحها الكثافة المطلوبة ، إلى جانب استخدامهم للحناء في تلوين الأظافر .
وكانت تلك الممارسات تنتمي للكهنة ، في الأساس أثناء الاحتفالات الدينية ، إلا أنها بعد ذلك اتخذت منحى آخر ، في العلاج بالنسبة لهم ، وليس للزينة فقط ، ولهذا كان استخدام مستحضرات التجميل ، أحد الطقوس الرمزية في العصر القديم .
وعلى الجانب الآخر ، تم استخدام مستحضرات التجميل من أجل التجميل ، فيما بعد حيث استخدمت لتجميل رمسيس فرعون مصر ، والملكة كليوباترا وغيرهم من الملوك ، إلى جانب استخدامهم لبعض المستحضرات ، الخاصة بالعناية بالجسم والبشرة بوجه عام ، مثل طمي النيل الذي يتم فركه على الجسم ، كمادة للتصبن وتقشير الخلايا الجلدية الميتة ، ثم يتم وضع الزيوت العطرية عقب الانتهاء من عملية التقشير .
وسرعان ما تحولت تلك التقنيات إلى مساحيق تجميلية أكثر تطورًا ، بمرور الوقت فتم تسويقها واستخدامها كمنتجات يمكن التجارة بها ، في بلدان أخرى مثل شمال أفريقيا وآسيا الوسطى .
وجدير بالذكر أن ما ساعد على انتشار مساحيق التجميل ، خلال العصور القديمة لدى المصريين القدماء ، هو اعتقادهم بأن مكياج الشفاه ، يمنع الشيطان من الاقتراب من جسد الشخص ، والدخول إليه عن طريق فمه .
ونفس الاعتقاد سار بالنسبة للكحل ، حيث كان يعتقد أنه يحمي العيون ، من شرور الأعين وحقدها ، فكانوا يرسمون دائرة حول العين باستخدامه .
مستحضرات التجميل عند اليونان :
انتقلت ثقافة المكياج أو مستحضرات التجميل ، في وقت لاحق للفترة التي انتشر فيها لدى الفراعنة القدماء ، ويعود الفضل في ذلك ، إلى تلك القوافل التجارية التي انطلقت من إفريقيا ، إلى أوروبا .
ويتميز انتشار مستحضرات التجميل في اليونان ، بأنه قد مر بثلاث فترات زمنية متتالية ، كانت الأولى إبان فترة القرنين ، الثاني عشر والثامن قبل الميلاد ، حيث كان استخدام مساحيق التجميل ، محظورًا بين الناس ، فكان يتم تنظيف الجسد ، والعناية بالاستحمام جيدًا ، بعيدًا عن مساحيق التجميل ، والتي كان يُنظر إليها بأنها تجعل الجسد غير متصلاً ببعضه .
إلا أن الأمر لم يكن محظور للنهاية ، فقد تم استخدام بعض المساحيق التجميلية سرًا ، باستخدام الرصاص الأبيض على سبيل المثال ، وطحنه ثم وضعه ليمنح الجسد اللون الأبيض المميز ، بينما طحن البعض حبات التوت ، ووضعها على الخدين ، لمنحهما التورد المطلوب خاصة لدى النساء ، بينما استخدم الزعفران لتلوين الجفون والحواجب والرموش ، ومنحهم اللون الأسود ، وكان لصق الحاجبين علامة من علامات الجمال آنذاك !
انقضت تلك المرحلة بمطلع القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد ، حيث انتشرت فكرة شحوب المرأة ، دون استخدام أية مساحيق تجميلية لإبراز ملامحها ، حيث ارتبطت فكرة وضع مساحيق التجميل ، ببائعات الهوى فامتنعت النسوة عن استخدامها ، دون حظر من المجتمع .
ثم أتت المرحلة الثالثة ، بحلول القرن الثالث قبل الميلاد ، حيث تحول المجتمع إلى التسامح بشأن استخدام المرأة العادية ، لمساحيق التجميل وبدأت النسوة تكتحلن ، وتضعن أحمر الشفاه ، بينما امتنع الرجال عن ذلك .
مستحضرات التجميل في العصور الوسطى :
اعتبر الوعاظ في تلك الفترة ، أن مساحيق التجميل ما هي إلا أسلحة للشيطان ، يستخدمها من أجل التفريق بين الأزواج ، كما تم اعتبارها علامة على تكبر المرأة ، وكذلك اعتبرت من تستخدم مساحيق التجميل ، بأنها ترتكب إثمًا عظيمًا ، وخطيئة كبرى لأن المكياج ، خدعة كبرى تغير ملامح الوجه عن المظهر ، الذي منحه الله للمرأة .
كما نظر الوعاظ إلى مساحيق التجميل ، بأنها قناعًا يخفي خبائث النفس البشرية ، ويخفي الرائحة النتنة للجسد ، الذي يتخفى خلفها حيث تقوده تلك المساحيق ، إلى ارتكاب المعاصي والخطايا وتقود عقله ، وجسده نحو الفجور ، إلا أنه قد تم السماح باستخدام اللون الأحمر فقط ، كدليل على الحياء .
كذلك في الصين في فترة القرنين السادس والتاسع ، كانت النساء يستخدمن مساحيق التجميل ، ويضعن أحمر الشفاه ويعملن على توريد خدودهن بها ، كما كن يحلقن الحواجب تمامًا ، ثم يعدن رسمها مرة أخرى ، ولكن فوق الجبين !
وبمرور الوقت بدأ النبلاء ، في استخدام المساحيق التجميلية وصبغ الشعر ، واستخدام الشعور الاصطناعية ، خلال القرن الثامن عشر ، في حين أسرفت النسوة على استخدام اللون الأحمر ، في هذا الوقت ، ووصل الأمر إلى أنهن كن ينمن وهن مخضبات بهذا اللون .
إلى أن وصلت ماري أنطوانيت إلى الحكم ، فبدأت تلك الأمور في الاختفاء تدريجيًا ، وبدأ اتجاه النسوة للحفاظ على بشرتهن بطبيعتها ، واستمر الأمر حتى عصر نابليون الذي كان يقول دائمًا ، بأن النساء اللاتي يضعن أحمر الشفاه ، يبدين وكأنهن جثثًا .
وجدير بالذكر ، أن كافة مستحضرات التجميل ، التي تم استخدامها منذ القدم كانت مواد ، شديدة السمية حتى مطلع القرن التاسع عشر ، حيث كانت تحوي تلك المساحيق عنصر الرصاص ، شديد السمية إلى أن تم حظر ، تلك المنتجات تمامًا في عام 1913م .
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…
توقعات الأبراج اليوم من اشهر علماء الفلك حصريا لموقع عرب كلوب في مقال يتجدد…