قصة حريق نيويورك عام 1835م

في أحد ليالي شهر ديسمبر لعام 1835م اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من منهاتن السفلى ، ووقف رجال الإطفاء عاجزين عن فعل أي شيء بسبب ارتفاع اللهب وتجمد الماء داخل معدات إطفاء الحريق وفي صباح اليوم التالي تحول الحي المالي لكومة من التراب وكانت المدينة عرضة للحريق ولكن رجال الإطفاء قاموا باستخدام البارود وقاموا بتفجير المباني في وول ستريت فتحولت لكومة من التراب لمنع اللهب من الوصول للشمال والقضاء على بقية الأجزاء المتبقية من المدينة .

كان حريق نيويورك العظيم هذا أحد الكوارث التي ضربت المدينة في ثلاثينيات القرن التاسع عشر وظهرت في فترة الانهيار المالي وظهور وباء الكوليرا القتال ، وأدى الحريق لأضرار مالية كبيرة وتسبب في قتل شخصان لأن الحريق كان يتركز في الحي التجاري وليس الحي السكني ، وفي بضع سنوات تمكنت نيويورك من التعافي وبناء منهاتن مرة أخرى .

قصة الحريق :
في شهر ديسمبر لعام 1835م في أثناء الجو القارس ومع انخفاض درجات الحرارة وصلت لما يقرب من الصفر لعدة أيام بمنتصف الشهر ، وفي يوم 16 ديسمبر شم الحراس رائحة دخان في زاوية شارع بيرل ، وحينها أدركوا أن مستودع مكون من خمس طوابق هبت فيه النيران وهنا بدأ الخطر ، بدأ شركات مكافحة الحرائق وعدد من الرجال المتطوعين يتوافدون ، وكان الشارع مليء بالمخازن .

ولكن سرعان ما انتشر اللهب في كل مكان بفعل الرياح في الشوارع الضيقة والتي كانت تشبه المتاهة ، في تلك الأثناء كانت قناة إيري مفتوحة من عشر سنوات وأصبح ميناء نيويورك ميناءًا رئيسيًا للتصدير والاستيراد ، وبالطبع كانت محازن حي مانهاتن مملوء بالسلع والبضائع من المقرر نقلها خارج البلاد .

كانت المخازن في تلك الليلة شديدة التجمد مملوء بأغلى البضائع من الحرير الناعم والبن والشاي ، حاولت شركات الإطفاء التي كان يديرها حينذاك المهندس جيمس جولك السيطرة على النيران ولكن من دون جدوى وأصيبوا بالإحباط بسبب تجمد المياه وانتشار النيران في الشوارع الضيقة ، فبدأ رجال الإطفاء يضخون الماء من النهر ولكن كان يتجمد بشكل جزئي وكانت الرياح تعيد الماء مرة أخرى وفي صباح يوم 17 ديسمبر بلغ الحريق مبلغه وارتفعت ألسنة النيران وظهرت مرئية على مسافات بعيدة .

وكانت الغابات على وشك الاحتراق وانفجرت براميل التربنتين وغطت النهر ، وكانت نهاية الحريق في وول ستريت قامت النيران بتدمير أحد المباني الهامة هو مبنى Merchants’ Exchange ذو القبة والمكون من ثلاث طوابق وكان من المراكز التجارية المزدهرة ، بعد ذلك تم وضع خطة لتفجير المباني الموجودة في وول ستريت حتى يقوموا ببناء جدران من الحطام يقف أمام ألسنة اللهب .

قام البحارة بإرسال البارود عبر الماء المتجمد وقاموا بلفه بالبطاطين خوفًا من اشتعاله وتم تدمير نحو 674 مبنى في جنوب وول ستريت بخسائر قدرها 20 مليون دولار ، ورفضت الحكومة الفيدرالية مساعدة التجار ولكن قناة إيرى أقرضت التجار الأموال حتى تستمر التجارة في منهاتن ، وفي غضون 3-9 سنوات تم إعادة بناء الحي المالي ثانية وتم توسيعه وبناء منازل مقاومة للحرائق ..