أنجبت الكويت الكثير من الشخصيات المبدعة ، في كافة المجالات سواء بالفن أو الأزياء ، أو الثقافة و السياسة وغيرها ، وقد أثبت الكثيرون من أبناء الكويت ، كفاءتهم كل في مجاله ، سواء بأعماله المتميزة ، أو مواقفه القوية في الأوقات الحاسمة .
ولكن لا يجب أن نندهش ، عندما نقف أمام بعض الشخصيات ، من أية دولة لنبدأ في التساؤل ، عما تثيره من جدل كثير بشأنها ، فقد يفاجئنا البعض بتصريحات صادمة ، بأحد الأمور العامة التي تربكنا بشأن توجهاته ، وتارة أخرى نجد للبعض تصريحات مثيرة ومسيئة ، مثلما فعل السياسي والكاتب الكويتي الشهير ، فؤاد الهاشم .
لمحات من حياة فؤاد الهاشم:
ولد الكويتي فؤاد الهاشم في عام 1952م ، بقرية الجرية الكويتية ، واسمه هو فؤاد عبدالرحمن عبدالعزيز الهاشم ، ويعد فؤاد الهاشم أحد أبرز كتّاب ، الكويت الذين برعوا في مجالهم ، فكان عمود (علامة تعجب) هو نافذته ، التي طل من خلالها على الجمهور ، بجريدة الوطن الكويتية قبل أن تتم إقالته منها .
وكان الهاشم قد بدأ مشواره في عالم الكتابة الصحفية ، منذ عام 1981م عندما التحق بمجلة آفاق ، ليبدأ في حصد المعجبين من القرّاء ، لما في أسلوبه من نقد ساخر بالكتابة ، وهذا الأسلوب يحوز على إعجاب الكثيرين .
وعلى الرغم من مسيرته في عالم الصحافة ، إلا أن هذا العمل لم يؤثر على تفكيره السياسي ، فلم ينتمي إلى أي تيار سياسي ، أو ديني أيضًا وإنما كان يتبع عددًا من التوجهات الليبرالية ، التي نشأت في الكويت ، فآمن بحقوق المرأة ودافع عنها ، وسعى أيضًا حتى تحصل المرأة على كافة حقوقها ، فكانت تلك هي أهم القضايا التي حازت على تفكيره .
وعلى الرغم من عدم انتمائه لأية تيارات دينية أو سياسية ، إلا أن الهاشم كان قد حصل على كراهية النواب الإسلاميين ، وكثيرًا ما وجه لهم اللوم أو الانتقاد ، بشكل لاذع وسيء للغاية ، من خلال عموده اليومي الذي حصد من خلاله معجبيه ، إلى أن تطاول الهاشم على سيد الخلق والمرسلين ، سيدنا محمد صلّ الله عليه وسلم ، وهو الأمر الذي لاقى ردود أفعال غاضبة ، تجاه الهاشم نظرًا لعدم وجود سبب حقيقي ، أو دافع ظاهر يدفعه لما فعل ، حتى أن الأمر قد وصل إلى مواجهة الهاشم ، لأكثر من ستة عشر قضية سب .
جدل واسع بشأن فؤاد الهاشم :
لم تكن قضايا سب الرسول الكريم ، هي القضايا الوحيدة التي انتُقد بسببها فؤاد الهاشم ، بل تمادى الهاشم أيضًا في خلافاته ، حتى وقع خلاف آخر ، بينه وبين رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ، حمد بن جاسم آل ثاني ، والذي كان سببه تلك المقالات النارية ، التي كتبها الهاشم بحق رئيس الوزراء القطري ، ومهاجمته لقناة الجزيرة القطرية ، والتي تعد ملكية خاصة لحمد بن جاسم ، خاصة وأن ما كتبه الهاشم ، كان يؤكد على وجود اتصالات وعلاقات غير مرحب بها ، بين قطر وإسرائيل ، مما أثار غضب حمد بن جاسم ، ودفعه لمقاضاة الهاشم بشأن ما كتب .
لم يتوقف الجدل الثائر بشأن فؤاد الهاشم عند هذا الحد فقط ، بل ثارت قضية جديدة بشأنه ، عندما تمت إقالته من جريدة الوطن ، خاصة وأنه كان أحد أبرز كتّابها وأشهر عمود بها ، عمود (علامة تعجب) ؛ والذي حاز على إعجاب الكثير من قرائه ، ليتحول إلى أيقونة سعادة لدى القرّاء.
وكان السبب في هذا الأمر ، هو الخلاف الذي دار بين كل من فؤاد الهاشم ، ورئيس تحرير الجريدة ، على إثر مقالة ناقدة جديدة ، كتبها فؤاد الهاشم ، بحق الشيخ أحمد الفهد ، وكانت مثيرة للجدل كما اعتاد الهاشم ، وكان عنوانها (أحمد الفهد .. الشيخ الذي احترق) ، فطلب منه رئيس التحرير ألا ينشرها ، وتصاعد الأمر بينهما ، حتى اضطر رئيس التحرير لإقالة فؤاد الهاشم من الجريدة ..