كونك مجرمًا قاتلاً لا يعني طيلة الوقت ، أن تُعامل معاملة سيئة أو ينساك التاريخ ، فكل من أجرموا بحق البشر وقتلوهم ، وتسببوا في تشريد وتدمير المئات ، بل والآلاف من بني البشر ، لم يكونوا سوى مخترعين في وقت ما ، قدموا للبشر أسلحة تسببت في تدمير الكثيرين ، دون أن يأبهوا لكيفية الاستخدام الغاشم لها ، بل تحقق في بعضهم الإصرار والترصد على ما حدث بعد ذلك ، نظرًا لكونهم أرسلوا أسلحتهم للطرفين المتنازعين ، مثل هؤلاء .
صاموئيل كولت مخترع الرصاص :
كان صموئيل كولت ، يعمل ميكانيكيًا ثم قام بتصميم بعض الأسلحة ، ليصبح مؤسسًا لشركة كولت للأسلحة والمعدات الثقيلة ، ليتسبب بمقتل أكثر من ثلاثمائة مليون إنسان ، ليخترع المسدس البكرة إبان فترة الحرب الأمريكية الأهلية ، والعبرة هنا ليست باختراع المسدس فقط ، وإنما بالكيفية التي استخدم بها ، فكولت كان أول من اخترع الرصاص الذي يوضع داخل المسدس ، فقد كان تصميم المسدس آنذاك ، عبارة عن علبة معدنية مجوفة ، يوضع فيها البارود السائل ، ويشتعل بالقداحة عن طريق انطلاق الكرة الحديدية ، التي تعمل إثر انطلاقها بثمان ثواني ، لتنطلق وتقتل الهدف المراد .
وظلت شركة كولت حتى يومنا هذا ، على قائمة كبرى شركات السلاح حول العالم ، حيث تصنع أشهر الأسلحة مثل البنادق ، والتي أنتجت منها أكثر من خمسة وسبعين مليون نسخة ، إلى جانب الكثير من الأسلحة الخطرة ، المحظور على الجميع أن يستخدمها ، عدا الجيش الأمريكي ذاته .
ولم يكن كولت مهتمًا بالجانب الأخلاقي كثيرًا ، فقد كان يبيع السلاح ، للطرفين المتنازعين نفس السلاح ، غير عابئًا بما قد يحدث من عمليات قتل متعددة وموسعة ، خاصة إبان الحرب الأهلية الأمريكية ، فقام ببيع السلاح لكل من الجانبين بالشمال والجنوب ، وكان يهتم بإشعال الفتنة بين الطرفين ، فكلما زاد وطيس الحرب كلما زادت مبيعاته من هذا السلاح ، ورغم ما حدث من فناء بسبب ما اخترعه ، كولت من أسلحة إلا أن التاريخ لم ينظر له على اعتباره سفاحًا قاتلاً ، بل نظر له الكثيرون بأنه مخترع .
ميخائيل كلاشينكوف مخترع سلاح الكلاشينكوف :
عمل ميخائيل كلاشيتكوف ميكانيكيًا مثل صموئيل كولت ، وصمم أيضًا سلاحًا مؤثرًا مثل صموئيل ، تسبب في مقتل أكثر من مائتي وخمسين مليون شخصًا ، وكانت عبارة عن سلاح خفيف تم تسميته باسمه ، كلاشينكوف .
وكان ميخائيل قد أصيب بطلق ناري في ذراعه ، إبان فترة القتال مع القوات السوفيتية ، إبان فترة الحرب العالمية الثانية ، وأثناء مكوثه داخل المشفى ، قام بتصميم سلاح خفيف ، يحمل اسمه وتتجاوز به روسيا ، ما عانته من فشل في تلك الفترة ، وقد تم بيع أكثر من مائة مليون قطعة ، من هذا السلاح الذي طوّره الجيش الروسي ، ولا يستخدمه سواه .
ولم يحتفظ ميخائيل بحقوق ملكية ، لهذا الاختراع الخاص به ، وتبرع بكل التصاميم التي لديه ، متنازلاً عن حقوقه الملكية للجيش الروسي ، والحكومة السوفيتية بوجه عام ، وقد اشترت أكثر من ثمان دول عربية ، حقوق تصنيع هذا الاختراع على أراضيها مثل كل من سوريا والعراق وموريتانيا أيضًا .
وعندما علم ميخائيل بأن اختراعه ، قام بقتل الملايين حول العالم ، نتيجة استخدامه بشكل موسع ، قال أنه فخور بسلاحه هذا ، وأنه عندما اخترعه كان الهدف منه ، هو حماية أرض الوطن وليس القتل المباشر ، ولكن السياسيين استخدموا سلاحه بطريقتهم .