هناك العديد من السرقات التي تقع في العالم ، منها يفتقر للدقة ويفشل ومنها ما هو مدروس ومخطط وينجح لكن أغرب السرقات تلك التي تغير مفاهيم وفكر الإنسان حتى يشعر أنه مر ضروري وليس من شأنه الإضرار بقي كحادثة السطو التي وقعت على بنك شهير بالصين ، وتعتبر هذه الحادثة من أذكى حوادث سرقات البنوك في العالم .

خلال إحدى عمليات السطو التي وقعت بمدينة كوانغشتو في الصين ، هجم مجموعة من اللصوص على البنك وصرخ أحدهم قائلًا لكل الأشخاص الموجودين في البنك : لا تتحركوا فالمال الموجود بالبنك هو ملك الدولة أما حياتكم فهي ملك لكم ، فاستلقى الجميع على الأرض خوفًا على حياتهم بكل هدوء ، وهذا ما يطلق عليه مفهوم تغيير التفكير أي تغيير الطريقة التقليدية المتبعة في عملية التفكير .

وحينما استلقت إحدى السيدات الرهائن بالبنك على طاولة بشكل استفزازي مثير صرخ اللص في وجهها قائلًا : من فضلك كوني متحضرة فهذه سرقة وليست عملية اغتصاب ، وهذا ما يسمى بالاحتراف أي التركيز على ما تدرب الفرد على القيام به فقط لا غير .

وحينما انتهى اللصوص من عملية السطو وعادوا إلى مقرهم قال اللص الأصغر عمرًا في عصابة سرقة البنك والذي يحمل شهادة الماجستير في إدارة الأعمال للص الزعيم وهو أكبر اللصوص عمرًا ولكنه أفقرهم تعليمًا : دعنا نحصي الأموال التي سرقناها حتى نعرف على كم حصلنا ؟

فنهره الزعيم قائلًا : أيها الغبي هذه كمية طائلة من الأموال ستأخذ منا الكثير من الوقت في عدها ، انتظر لحين إذاعة نشرة الأخبار وسنعرف كم سرقنا من الأموال ، وهذا ما يطلق عليه الخبرة ولعلها أكثر أهمية من بعض المؤهلات الورقية في عصرنا الحالي .

وبعد مغادرة اللصوص للبنك هرع مدير البنك طالبًا من مدير الفرع أن يتصل بالشرطة بسرعة لإبلاغهم بالسرقة التي وقعت ، ولكن مدير الفرع أشار عليه بالانتظار قائلًا : دعنا نأخذ عشرة ملايين دولار أولًا لأنفسنا ونضيفها على السبعين مليون التي اختلستاها من قبل .

وهذا ما يطلق عليه السباحة مع التيار أي تحويل وضع غير مناسب لصالحك ، فرحب مدير البنك قائلًا سيكون من الرائع لو أنك هناك سرقة كل شهر وهذا ما يسمى بقتل الملل ، فالسعادة الشخصية والمكسب هنا أهم من الوظيفة  .

وفي صباح اليوم التالي ذكرت وكالات الأنباء أن مبلغ 100 مليون دولار قد تم سرقته من البنك ، فقام اللصوص بعد المال المسروق مرة تلو الأخرى للتأكد مما قالته نشرات الأخبار ، ولكنهم في كل مرة كانوا يجدون أن المبلغ المسروق 20 مليون دولار فقط .

غضب اللصوص كثيرًا مما حدث خاصة بعد أن خاطروا بحياتهم من أجل 20 مليون دولار فقط ، وحصل مسئولو البنك على 80 مليون دولار دون أن يفعلوا شيئًا أو توجه حتى لهم تهمة السرقة ، لذا من الأفضل أن تكون لصًا متعلمًا ولست على قدر يسير من العلم أو حتى عدمه وهذا ما يطلق عليه المعرفة تساوي قيمتها ذهبا !

كان مدير البنك حينها يبتسم وهو في قمة سعادته لأنه استطاع تغطية خسائره في البورصة بفضل تلك السرقة وهذا ما يطلق عليه اقتناص الفرص والجرأة على المخاطرة ، فاللصوص الحقيقيون ليسوا فقط من يقومون بالسرقات من خارج الأنظمة والمؤسسات ، فغالبًا هم الوزراء والمدراء الماليين وغيرهم من ذوي المراكز المرموقة لكنهم لصوص مقنعين بشهادات جامعية ، فاللص المثقف هو أذكى لص يمكن أن يقوم بعملية سطو ناجحة .

By Lars