أجفلت من جراء ألم حاد ، كأنما شعرها يجتذب جذبا ، واستيقظت ثلات مرات أو أربع ، ولكنها عندما أدركت أن خصلة من شعرها الفاحم ، قد التفت حول عنق حبيبها ، ابتسمت لنفسها !.
نبذة عن المؤلف :
الأديب الياباني والروائي ياسوناري كاواباتا الحاصل على جائزة نوبل عام 1968م، ولد كاواباتا في أوساكا – اليابان في 14 يونيو عام 1899م ، تخرج من جامعة طوكيو الإمبراطورية ،من أشهر إبداعاته : رواية الصورة ، رواية جلسة أرواح ، رواية مظلة ، إلخ .. توفي كواباتا في 16 ابريل عام 1972م ، وهو الأديب الياباني الذي ترجم له أكبر عدد من الأعمال الياباني إلى اللغة العربية .
وفي الصباح ، مضت تحدث نفسها ، قائلة : شعري طويل الآن ، وعندما نرقد معا ، فإنه يزداد طولا حقا.
حب لا يعرف النوم :
بهدوء تغمض عينيها ، لست أرغب في النوم ، لماذا ينبغي أن ننام ؟ وحتى على الرغم من أننا عاشقان ، فما أغرب أن نضطر للنوم من بين كل الأشياء !.. وفي الليالي التالية التي لا يكون هناك بأس ببقائها معه ، كانت تقول هذا لنفسها ، كأنه لغز بالنسبة لها ، سيتعين عليك القول إن الناس يتطارحون الغرام ، على وجه الدقة ، لأنهم يتعين عليهم النوم ، حب لا يعرف النوم ، إن الفكرة نفسها تبعث على الخوف ، شيء ابتكرته هولة رهيبة .
الحقيقة وقوة النوم :
تلك هي الحقيقة ، فما إن تغفو ، حتى يسحب ذراعيه من تحت عنقها ، ويقطب من دون وعي ، وهو يفعل ذلك ، وهي بدورها وأيا كان شكل عناقها له ، كانت تجد عندما تستيقظ أن القوة قد تسربت من ذراعها ، وكانت تلف ردن الكيمونو الذي ترتديه ليلًا ، حول ذراعه ، وتحكم الإمساك به ، ولكن الحال ظلت على ما هي عليها ، فقد كان النوم يسرق القوة من أصابعها ، ليكن إذن !
القول القديم والصباح التالي :
فكما يقول القول السائر القديم : لسوف أقيدك بحبل مجدول من شعر إمرأة ، وإذ تقول هذا فإنها تلف خصلة طويلة من شعرها الأسود الفاحم ، حول عنقه ، غير أنه في ذلك الصباح ابتسم حيال ما قالته.. ما الذي تقصدينه بأن شعرك قد ازداد طولا ؟ إنه مشعث إلى حد أنك لا يمكنك تمرير مشط فيه.
عاد في الرقاد :
بمرور الوقت ، نسيا هذا النوع من المرح ، في تلك الليالي كانت تنام كأنها نسيت أنه هناك ، ولكن إذا تصادف أنها استيقظت ، فإن ذراعها كانت على الدوام تمسه ، وذراعه تمسها ، والآن قد كفا عن التفكير في الأمر ، أصبح ذلك عادتهما في الرقاد .