ثار الجدل الكبير بين العلماء والمؤرخون حول ما هو الطريق الذي سلكه هانيبال قبل 2000 عام للعبور بجيشه المكون من نحو 30 ألف جندي و10 ألاف حصان وكذلك 37 فيل عبر جبال الألب حتى وصل إلى إيطاليا ، وقام بنصب كمين من أجل محاربة الرومان من خلال وضعه لخطة عسكرية محكمة جدًا ، كان العبور في حد ذاته إنجاز كبير يتطلب تخطيط استراتيجي محكم ودقيق ، في وقت كان توافر المعلومات يكاد يكون معدوم والأدوات المادية المتاحة لا توجد .
ولكن قام عدد من الخبراء بإلقاء الضوء حول هذا العبور والذي تم تسميته بالرحلة المذهلة التي خاضها الجيش في التضاريس الوعرة والمسالك الخطرة من أجل الخروج لاكتشاف جديد والذي كان له دور حاسم في الانتصار على الرومان .
تبدأ القصة عام 218 قبل الميلاد كان الصراع طويل جدًا ومرير بين الرومان والقوى المعاصرة في زمنها ومنهم القائد هانيبال والذي قرر في تلك الوقت بشكل لا يمكن أن يتوقعه الرومان بالعبور هو جيشه خلال طريق يمتد 80 ألف ميل مربع يعادل 207 ألف كم مربع ، والنجاح الكامل في العبور ومحاصرة روما من الناحية الشمالية ، فقد أيقن الرومان أنه لن يستطيع الوصول إليهم .
استعان العلماء بخبراء الحيوانات والحفريات وكذلك بمتسلقي الجبال حتى يتسنى لهم تشكيل الطريق الذي سلكه هانيبال وتفسير تلك الرحلة الوعرة ، وقال العلماء أن أسهل طريق كان عليه عبوره هو طريق هرقل ولكنه استخذ طريق أشد صعوبة هو طريق كول دي لا ترافيست ، وكان الطريق وعر جدًا وعبوره شبة مستحيل ولكنه كان الطريق الأسرع ولم تتوقع روما عبوره من هذا الطريق الوعر .
لم يتم حفظ الرحلة في السجلات العسكرية ولا حتى في السجلات التاريخية ولكنها حفظت في حفريات ورواسب الأرض وبعد الدراسة والتحليل عثر العلماء على الطريق وبتحليل روث الخيل والذي يعود لآلاف السنين تم التأكد أن الطريق كان أكثر راحة للخيول ، واستعان أيضًا بنوع من الفيلة يطلق عليه اسم فيلة ماكسيموس وكان يتم تدريبها على تحمل التدريب والتأقلم ، ولكن بالعثور على العملات المعدنية وجد عليها صورة للفيل الإفريقي مما يرجح أنهم استعانوا بتلك الفيلة من شمال إفريقيا للاستعانة بها في الحروب .
كانت الفيلة تحتاج لكميات هائلة من الطعام يصل مثلًا لـ 220 رطل وكان يجب على الجيش توفير الطعام للفيلة في تلك الرحلة الوعرة ولكن من المرجح جدًا أن الفيلة قد تأقلمت على الوضع ، ومع ذلك لم تستطيع قدرته العسكرية ولا تحمله للصعاب أن ينقذ القرطاجين من الهزيمة أمام روما عام 201 قبل الميلاد ولكن تظل تلك الرحلة من أقوى الخطط العسكرية في التاريخ العسكري الحافل لهذا القائد .