ككل المدن الساحلية غمرتها رائحة الأسماك ، وامتلأت محال الألعاب بالقواقع المطلية ، المتحجرة لكنها مع ذلك هشة ، حتى السكان كان مظهرهم خادعًا كالمحار ، مظهر عبثي كأن جسد الحيوان الحقيقي ، تم انتزاعه على رأس دبوس ، ولم يبق منه سوى القشرة الخارجية .

كان الرجال المسنون في الاستعراض مغلفين كالأصداف ، أغطية أحذيتهم وسراويلهم القصيرة لركوب الخيل ، وفي أيديهم المناظير المقربة التي جعلتها أشبه بالألعاب ، من غير الممكن أنهم كانوا بحارة ، أو رياضيين حقيقيين ، كما تبدو تلك القواقع الملصقة على أطر الصور ، والمرايا كأنها رقدت يومًا في أعماق البحار .

بدت النساء أيضًا بسراويلهن وأحذيتهن ، الصغيرة عالية الكعوب ، وحقائبهن المصنوعة من ألياف النخيل الراقية ، والقلادات اللؤلئية التي جعلتهن ، أشبه بأصداف النساء الحقيقيات ، اللاتي يذهبن صباحًا لشراء مستلزمات منازلهن ، من المحال التجارية .

تجمع هؤلاء جميعًا المغلفون بأصدافهم ، ومشاعرهم الباردة كالأسماك ، من سكان المدينة الواحدة في المطعم ، والذي كان يحمل رائحة كريهة ، مثل مركب شراعي اجتذب في شباكه ، الكثير من أسماك الرنجة ضئيلة الحجم ، ولا جرم أن كمية الأسماك التي تم استنزافها ، في هذا المطعم كانت هائلة حقًا .

انطلقت الرائحة بقوة نحو الغرفة المخصصة للسيدات ، بالطابق الأرضي من المطعم ، وقد تم تقسيمها إلى جزأين بينهما باب صغير ، وكان على أحد الجوانب مرحاض ، وفي الناحية المقابلة ، حوض كبير ومرآة ضخمة ، وفي تلك الأجواء تجمعت ثلاث فتيات ، ممن قمن بوضع مساحيق التجميل ، على بشراتهن بين الأبيض والأحمر ، وجلسن لتبادل أطراف الحديث ، فقالت إحداهن لم أعر تلك الفتاة أي اهتمام ، كما أن ألبيرت لا تعجبه الأنثى الضخمة ، ثم استدارت لرفيقاتها وقالت .. هل رأيته منذ عاد؟ عيناه .. زرقتهما غالبة كالبحيرات ، عينا جيرت أيضًا ، كلاهما لديهما نفس العينين ، ويمكن النظر خلالهما ، الاثنان لديهما نفس الأسنان البيضاء الجميلة للغاية ، إلا أن جيرت أسنانه ملتوية بعض الشيء ، يا إلهي .

هنا تدفقت المياه ، حيث أتى المد بزبده ثم انسحب تارة أخرى ، عندما صاحت الفتاة فجأة ، لكن على جيرت أن يكون أكثر حرصًا ، إذا قُبض عليه وهو يفعل ذلك فسوف يحاكم عسكريًا .

هنا تدفقت المياه بغزارة ، لتنطلق من الجزء الآخر من الغرفة ، يبدو المد في الموضع الذي تغمره المياه ، ينجذب ويتراجع إلى الأبد ، إنه يكشف عن تلك الأسماك الصغيرة ، فيتدفق عليها ثم يتراجع ، وهاهي الأسماك مرة أخرى ، تفوح منها رائحتها الكريهة ، والغريبة في آن واحد ، حيث تخترق الموضع الذي تغمره المياه .

وتبدو المدينة فيس الليل ، بالغة الرقة في وهج أبيض يعلو الأفق ، حيث غطت الأطواق والأكاليل كافة الطرقات داخلها ، وانغمرت المدينة في المياه ، فلا يمكنك أن تتبين ، سوى هيكلها على أضواء القناديل الخافتة .

Lars

منشور له صلة

الأبراج الأكثر حظًا في الأشهر الأخيرة من عام 2025

الأبراج الأكثر حظًا في الأشهر الأخيرة من عام 2025 تأتي الأشهر الأربعة الأخيرة من عام…

11 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الحوت لعام 2025 الحظوظ والأحداث

توقعات فنجان برج الحوت لعام 2025 الحظوظ والأحداث على الصعيد المهني والعاطفي والصحي بداية مميزة…

11 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الدلو لعام 2025 الفرص والتحديات عبر أشهر العام

توقعات فنجان برج الدلو لعام 2025 الفرص والتحديات عبر أشهر العام يحمل علم الفنجان لمواليد…

11 ساعة منذ

توقعات فنجان برج الجدي لعام 2025 نظرة شاملة على العام القادم

توقعات فنجان برج الجدي لعام 2025 نظرة شاملة على العام القادم لعام 2025، يحمل الفلك…

12 ساعة منذ

توقعات فنجان برج القوس لعام 2025 بداية جديدة وفرص مميزة

توقعات فنجان برج القوس لعام 2025 بداية جديدة وفرص مميزة يتوقع الفلك وعلم الفنجان لمواليد…

12 ساعة منذ

توقعات فنجان برج العقرب لعام 2025 رحلة من التحديات والفرص

توقعات فنجان برج العقرب لعام 2025 رحلة من التحديات والفرص يتوقع الفلك وعلم الفنجان أن…

12 ساعة منذ