إن مجرد ذكر أسماك القرش في هذه الأيام من الممكن أن يصيب الكثيرين بالخوف والفزع الشديد ، لكنه لم يكن هكذا منذ عقود مضت فقد كان صيف عام 1916م هو نقطة التحول في النظرة إلى تلك الأسماك واستبدالها بنظرة أخرى غير تلك التي اعتاد العالم عليها .

وهذا بسبب سلسلة هجمات القرش التي وقعت خلال اثنا عشر يومًا من صيف ذلك العام ، مما نشر الذعر والرعب في جميع أرجاء العالم ، وجعل سمكة القرش تكتسب سمعة سيئة في المجتمعات البشرية جمعاء ، وتتحول من مجرد سمكة إلى فكٍ مفترس .

كانت السباحة لا تزال حديثة نسبيًا في المحيط خلال صيف عام 1916م ، فقد كان الناس يذهبون إلى الشاطئ لقضاء الوقت والترويح عن أنفسهم ، وعلى الرغم من علمهم بوجود أسماك القرش في المحيط إلا أنهم كانوا غير مهتمين إلى حد كبير .

فقد كان يرون أن تلك الأسنان الحادة التي تقتنيها ليست سوى لاصطياد فرائسها وبالطبع الإنسان ليس من ضمن هذه الفرائس فهو أكبر من أن يفترس ، ولكن تغيرت تلك النظرة على مدار 12 يومًا فقط ، وذلك عندما أدت سلسلة من هجمات القرش على طول شاطئ نيوجيرسي إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة شخص واحد بجراحٍ خطيرة .

الضحية الأولى كان تشارلز فانسانز البالغ من العمر 25 عامًا فعندما خرج للسباحة مساءً في شاطئ هيفن بنيوجيرسي ، أمسك شيء ما ساقه ومزق منه قطعة كبيرة من اللحم فنزف تشارلز حتى الموت ، كان هناك عدم يقين حول قيام سمكة قرش بأكل إنسان ، حتى أن البعض اقترح أنها ربما كانت سلحفاة بحرية هي من فعلت ذلك .

فقد كانت أسماك القرش في تلك المياه غير ضارة بشكل عام وفقًا لما تعارف عليه معظم الناس ، وبعد خمسة أيام فقط من الهجوم الأول وعلى بعد 45 ميلًا إلى الشمال من شاطئ هيفن وبالتحديد في بحيرة سبرينغ قامت سمكة قرش وعلى الأرجح أنها نفس السمكة بالإيقاع بضحية أخرى .

فبدأ الخوف ينتشر وبدأت هجمات القرش تتصدر عناوين الصحف ، وبدأ مرتادو الشاطئ يذهبون إلى المياه مع مزيد من التوتر والقلق ، ولسوء الحظ فقد شخصان آخران حياتهما والمثير للدهشة أن الهجمات التالية وقعت في خور داخلية على بعد أكثر من ميل من أقرب خليج ، حيث التهمت سمكة قرش صبي يبلغ من العمر 11 عامًا وحينما حاول أحدهم إنقاذه تعرض لهجوم قاتل .

وفي وقتٍ لاحق من نفس اليوم أصيب مراهق بعد أن هاجمت سمكة القرش ساقه وكان هو الناجي الوحيد من هجمات القرش المميتة ، وبعد يومين فقط عندما كان هناك رجلان يصطادان السمك بالقرب من خور ماتاوان ، قاما بقتل سمكة قرش اعتقد الكثيرون أنها هي مرتكبة تلك الحوادث ، حيث أكد العلماء أن الأسماك القاتلة التي استولى عليها الصيادون كانت سمكة قرش بيضاء .

وأفادت التقارير أنه عند فحص بطن سمكة القرش تم اكتشاف ما يقرب من 15 رطل من اللحم البشري ! ولا تزال صحة هذه الإدعاءات محل شك ، وعلى الرغم من أن تلك الهجمات التي وقعت في الصيف انتهت ، إلا أن الإحساس بالخوف وذروة التشاؤم الذي تولد عما حدث لم ينتهي حتى الآن .

وذلك بالرغم من ندرة هجمات القرش ، واستبعاد افتراسها للبشر على الشواطئ ، حيث أن مرتادي الشواطئ لا يزالون يراقبون وجودها باستمرار ، فربما تغيرت رؤيتهم الأولية لسمكة القرش باعتبارها سمكة إلى الأبد ، وأصبح الجميع يراها فكًا مفترسًا رغم جهود العلماء الكثيرة لتبديد تلك الصورة النمطية السلبية .

By Lars