تتعدد الأسباب والطرق والموت واحد ، ولكن بعض طرق الموت أو الانتحار كما يراها البعض منا ، قد تكون غريبة جدًا على الكثيرون منا ، خاصة إذا كنا نقرأ عنها لدى شعوب في بلدان أخرى ، تختلف عنا في الفكر والثقافة ، مثل الهند على سبيل المثال .

والتي تذخر بالكثير من العجائب والعادات الغريبة ، ومن بين الطقوس الهندية الغريبة ، طقس الجوهر والساكا ، اللذان يشبهان الانتحار الجماعي ، واشتهر بهما الراجبوت وهي طبقة المحاربين ، التي كانت تقطن شمال الهند فيما مضى .

وتعد طرق الجوهر والساكا ، طريقتان للتخلص من الحياة ، وهما طريقتان أهون من الحياة بين أيدي الأعداء عقب الأسر ظن وعلى الرغم من قسوة تلك الطريقة ، إلا أن الراجبوت كانوا قد ابتكروها ، من أجل التخلص من حياتهم خلال فترة الصراع بينهم وبين المغول ، على وجه التحديد دون أية طائفة هندوسية أخرى .

نظرًا لأن أباطرة المغول ، أثناء الصراع مع الراجبوت قاموا بتدمير ممتلكاتهم واعتدوا عليهم ، وسلبوهم كل ما يملكون واغتصبوا نسائهم ، فلاقوا على أيديهم ما جعل الموت أهون عليهم كثيرًا ، مقارنة مع الحياة في أسر أباطرة المغول .

من هم الراجبوت ؟
والراجبوت طبقة من المحاربين ، سكنوا شمال الهند من قبل ، وكانت ديانتهم هي الهندوسية ، ويعود أصلهم إلى منطقة راجستان ، وعقب أن وصل المسلمون إلى الهند ، خضع الراجبوت لهم عام 1200م ، وخلال تلك الأعوام الطويلة دارت بينهم معارك كبرى ، تمكن فيها المغول المسلمون من السيطرة على الراجبوت ، وتحولوا إلى خدمة الإمبراطورية المغولية داخل الهند .

وتعود تلك التسمية للراجبوت إلى كلمة هندية قديمة ، تعني في لغتهم السنسكريتية القديمة إبن الملك ، والذين لم يكونوا محاربين فقط ، وإنما كانوا أيضًا تجارًا بارعين ، اشتهروا خلال فترة العصور الوسطى ونجحوا في تمديد تجارتهم عالميًا مع روما ودول شرق البحر الأبيض المتوسط .

الجوهر والساكا :
يعد الجوهر طقسًا من طقوس الانتحار الجماعي ، قامت به الأميرات والملكات من سيدات الراجبوت قديمًا ، حيث يقمن جميعًا ومعهن أطفالهن ، بإلقاء أنفسهن داخل النيران انتحارًا حتى لا يسقطن في أيدي أباطرة المغول فيتعرضن للاغتصاب أو التحول الديني الإجباري .

ولا تلجأ السيدات لهذا الطقس في الراجبوت سوى في اليوم الأخير والذي يتضح فيه أن الجيش قد انهزم ، فترتدي السيدات ثياب الزفاف ويحصلن على زينتهن ثم يلقين بأنفسهن في النيران ، ويتخلصن من حياتهن ، حيث يعد طقس الجوهر في هذا الوقت ، هو قمة الشجاعة من هاته السيدات .

والفرق بين كل من طقس الساتي والجوهر ، هو أن الساتي تقوم به الأرملة عندما يموت زوجها ، فتقوم هي بإلقاء نفسها خلفه في النيران ، تخليدًا له ، أمام الجوهر كما ذكرنا فهو يتم في حالات الحروب ، عندما تلوح هزيمة جيش الراجبوت في الأفق .

أما طقس الساكا ، فيلجأ إليه الرجال من المحاربين وهم عزل ، ويعد انتحارًا جماعيًا فينزل الرجال وهم يعلمون أنهم مهزومون لا محالة ، وإنما في تلك لحالة يلجئون له فهم قد خسروا زوجاتهم وأبنائهم على يد المحتلين .

حيث ينثرون رماد زوجاتهم وأبنائهم في كل مكان ، قبل أن ينزلوا منتحرين إلى ساحة القتال ، وهي طقوس اجتماعية ابتدعتها الطبقة الحاكمة ، من أجل محو وتجنب هزيمة وعار ، أشد وطأة من عار الهزيمة في الحروب .

By Lars