شهد أحد المطاعم الفاخرة ، طلبًا للزواج بين شاب وفتاة ، حيث جاءا إلى المكان ، في عيد الفالنتين ، وجلسا طويلاً قبل أن يأتيهم النادل ، بطبق مجهز من الكيك المزينة على هيئة علبة مخملية ، وبها خاتم للزواج ، وخفضوا أضواء المكان كثيرًا .
قبل أن تشتعل موسيقى الخطوبة ، وينهض الشاب جاثيًا على ركبتيه ، وجلس أمام الفتاة التي ابتسمت بخجل شديد ، وطلبت الزواج منها ، ويبدو أن طلبه قوبل بالموافقة ، حيث تهللت أساريره ونهض مقبلاً يديها برقة فابتسم كل الجلوس وباركوا لهما ، وصفقوا جميعًا في أجواء رومانسية للغاية .
انصرف الشاب ومعه الفتاة ، وهو يمني نفسه بحياة سعيدة معها ، وأطفالاً يشبهونها وحياة لا تعرف الأحزان ، بينما أخذت الفتاة تنظر إلى الخاتم الذي يزين إصبعها ، وتحلم هي الأخرى ببيت في دفء تلك الليلة المميزة في حياتها .
فجأة وهما ينطلقان على الطريق ، اعترضت طريقهما شاحنة ضخمة ، ظهرت من العدم ، حاول الشاب أن يتفاداها ولكنه اصطدم بها ، ولم يتمكن من الإفلات ، وقبل أن يغيب عن وعيه ، شاهد ظلالاً أمامه وهو ينزف من فمه بشدة ، وشاهد عروسه الحسناء ، تفقد وعيها وتنزف من رأسها بشدة ، ثم غاب فاقدًا وعيه .
استفاق الشاب ببطء شديد ، وهو يشعر بالألم في كافة أنحاء جسده ، ثم نظر أمامه ليشاهد عروسه وهي مستلقية أرضًا ، ويبدو أنها عانت من نزيف شديد ، فاصفر وجهها وغطته الكدمات بينما هو شعر بألم شديد ، فبدأ يتحرك وهو يحاول معرفة أين هو ، لا يبدو أنهما في مشفى ، وإنما في مكان أشبه بغرفة مغلقة عليهما .
وهو مقيد أيضًا بالفراش الذي ينام فوقه ، بدأ الشاب في الصياح والاستنجاد بأي شخص ، وهنا ظهرت سيدة ملابس سوداء ، ما أن رآها الشاب حتى نظر إليها بدهشة شديدة ، بينما اقتربت هي وصبت كأسًا من الماء ، ثم اقتربت منه وقالت له خذ تلك الحبة المسكنة للألم ، فرفض الشاب وقال لها أن تفك قيوده بينما هي تضحك !
فقال لها هيا أزيلي قيودي ، فأجابته السيدة قيودك لن أزيلها ، واحترم أنك تحت قبضتي الآن ، لتتذوق بعضًا من الألم الذي سببته لي ، هيا استعد لتذق من نفس الكأس ، فأنت تسببت لي في الكثير من الألم النفسي قبل الجسدي ، ثم انصرفت خارج الغرفة .
استدار الشاب وبدأ في محاولة مناداة عروسه ، وقال لها هيا استفيقي يا آنا أرجوكي ، ولكن المسكينة كانت غائبة عن وعيها بشدة ، فأخذ يفكر هو الآن مثخن بالألم والجروح ، ويبدو أنه قد تعرض لبعض الكسور أيضًا ، وعروسه ترقد غائبة عن وعيها ولا يعرف كيف يداويها حتى ، وقد وقع كلاهما في قبضة سيدة أحبته كثيرًا ، ورفضها هو وتسبب لها في الكثير من الإيذاء النفسي أيضًا ، ثم عادت السيدة وحاولت أن تطعم الشاب ، إلا أنه رفض وبدأ كلاهما في سيل من السباب المتبادل ، حتى استفاقت العروس .
ذهبت السيدة إليها ، وبدأت في منحها بعض الماء ، وبدا أن الشاب متلهفًا عليها ، فاستيقظت المسكينة وسألت أين هي ، فأجابتها السيدة بحماس ، أنت الآن أمام من خطفت منها رجلها ، ثم خرجت من الغرفة وهي تقول سوف يبدأ الحفل الآن .
ذهبت المرأة لغرفتها ، خلعت ثوبها الأسود وارتدت بديلاً أبيض ، ثم صففت شعرها أمام المرآة وتزينت ، وقبّلت نفسها ، ثم نهضت وهي تقول لن تأخذه دخيلة أخرى أبدًا ، دخلت السيدة إلى القبو حيث يرقد الشاب والفتاة ، والأخيرة تتأوه بشدة من الألم ، ف جسدها كان يمتلئ بجروح لم تجبر بعد ، وهنا قامت السيدة بحمل حقيبة سوداء وأخرجت منها عددًا من المباضع ، وقالت للشاب عزيزي سام سوف أطرح عليك مجموعة من الأسئلة .
إن كانت إجابتك خاطئة أو صمت ستدفع العروس الثمن ، ففي الحالتين سوف أشوه وجهها الجميل وجسدها هذا ، بكى الشاب ونعتها بقسوة فأخرجت المبضع ، ثم اتجهت نحو آنا وسألته هل تحجب تلك الفتاة ، فعض الشاب شفتيه قهرًا وأجابها أن لا ، علّها تهدأ قليلاً ، فقامت بعمل جرح في وجه آنا التي صرخت من الألم ودماءها تسيل على وجنتيها .
ثم سألته هل أحببتني يومًا؟ فقال لها نعم أحببتك وأنا آسف ، اتركيها ترحل ولنتصافى نحن سويًا ، هي لا ذنب لها ، ولكن السيدة أحدثت جرحًا آخر ، واستمر الوضع وبدا بمنتهى السوء كذلك ، حتى اختفت ملامح الفتاة تمامًا إثر كل تلك الجروح التي تسببت لها فيها تلك المرأة .
في النهاية انصرفت السيدة وسط صرخات الشاب وهي يصيح آنا ، بينما فارقت الأخيرة الحياة بعدما تعرضت له من جروح ونزيف شديد ، أودى بحياتها ، ثم انتزعت السيدة المجنونة ، الخاتم من إصبع الفتاة وارتدته ، وهي تخبره أنها لن تعود إليه ، سوى بعد أن يعود إلى رشده ، فهو ملك لها ولن تتركه يرحل عنها بتلك السهولة قط .