قصة من الأساطير الشعبية ، التي تروى على ألسنة الأجداد ، في مدينة تاكيميا ، فيروى أنه كان هناك شابان مسافران ، وقفا في وسط رحلتهما ، وقال أحدهما : ماذا لو جربناها ؟ ما قولك ؟ فأجابه الآخر : سيكون من الجيد أن تجربها ، علينا أن نجربها بذلك السخام ، وكان معهما خمس قطع أقراص من السخام .
القارات :
فتوقفا ورميا قطعة منها في المحيط ، لم تكن هناك يابسة في العالم آنذاك ، وكان الماء يغمر كل شيء ، رميا قطعة قرصًا أخرى ، فبدأ المحيط يتماوج فوق القرص ، وفي اليوم التالي رميا قرصًا آخر في المحيط ، وراحا ينظران إلى الأرض التي بدأت تلوح لناظريهما من الأعلى ، وسرّا كثيرًا عندما رأياها تظهر للعيان .
الأرض :
وفي اليوم التالي رميا قرصًا آخر ، وبدأت الأرض تبرز وتصعد ، أخذا ينظران إلى الموجات التي تتقدم ثم تنحسر باستمرار ، فقال أحد الشابين : ما رأيك أنجرب مرة أخرى ؟ فسأل الآخر : نجرب بماذا ؟ كان الماء يندفع إلى الأمام ثم ينحسر ، لنقسم هذه الحصيرة ، فعلا ذلك ، ووضعا قطعتي الحصيرة فوق أقراص السخام الخمسة ، ثم نزلا ليعاينا الأرض ، فوجداها مازالت تفتقر الصلابة الكافية ، فقال أحدهما : لنقسم هذه السلة قسمين ، فقسماها ووضعاها على الشاطئ الرملي ، وعندئذ توقفت الأمواج لأن الماء بدأ يتسرب عبر السلة .
الأشجار :
نزل الشابان عندها وعاينا الأرض ، قال أحدهما : معقول ، أنها جيدة هكذا ! ثم راحا ينظران حولهما إلى العالم الذي خلقاه ، لم تكن هناك أشجار ، فقال أحدهما : هب أننا أقمنا بعض الأشجار ، فأجاب الآخر : سيكون ذلك رائعًا .
الحيوانات :
ثم غرزا في الأرض ريش نسر ، وبدأ الريش ينمو ، وسرعان ما نمت الأشجار ، قال الأكبر سنًا : ستنمو جميع أنواع الأشجار ، وبدأت مختلف أنواع الأشجار تنمو ، ثم قال أحدهما للآخر : هب أننا خلقنا حيوانات ، لن يكون من الجيد ألا تكون هناك حيوانات ، يجب أن يكون لدي الأجيال القادمة حيوانات ، فظهرت الحيوانات .
لا مكان للغرباء :
وفي الصباح الباكر ذهبا ليعاينا العالم ، وفجأة شادا آثار أقدام على شاطئ المحيط ، فسأل أحدهما : لمن هذه الآثار ؟ وتتبعا الآثار حتى وصلا إلى شخصًا جالسًا على جذع شجرة ، فقالا له : لابد من أنك أنت الذي خلفت آثار الأقدام هذه ، من أنت ؟ أجاب الشخص الذي كان وجهه كله مصبوغ بالأحمر : أنا العراف ! فقالا له : لا يحق لك التواجد هنا ، فهذا عالمنا ، ثم أمسكا الغريب وقتلاه .
سفر وظهور الأنثى :
ثم صعدا إلى المركب ، ولدهشتهما لم تكن هناك أمواج ، لذلك تمنيا أن تأتي الأمواج قائلين : خمس مرات ستهب رياح الشمال ، وتجلب معها خمس أمواج ستتكسر على الصخور ، وهكذا كان وأخذا ينتظران الموجة الخامسة ، وعندما جاءت نزلا إلى اليابسة ، فأتى شخصًا عليهما من بعيد كانت أنثى ومن هذه الأنثى أخذ الناس يتكاثرون ويسكنون العالم .
شابان السهم :
ثم واصل الشابان رحلتهما ، وعاينا مرة أخرى العالم فوجداه جميلاً ، وبدأ كل شيء يتخذ شكله الحالى ، كان لدى كل منهما سهام ، فاقترح أحدهما على الآخر قائلًا : ماذا لو رمينا السهام باتجاه السماء ؟ ، وبالفعل بدآ يرميان السهام ، ثم تسلقا الجبال ونظرا إلى الأسفل ، وشهدا المشهد الجميل للعالم ، ولا أحد يعرف ماذا حدث لهذين الشابين بعد ذلك ، وهنا تنتهي القصة .