لوحة ايفان الرّهيب و ابنه Ivan the terrible and his son من إبداع الفنان الروسي إيليا ريبين من أشهر الفنانين والنحاتين في القرن التاسع عشر الميلادي رسم تلك اللوحة في العام 1885م ولكنه بدأ في التفكير بفكرة اللوح في العام 1881م في نفس العالم الذي وقع فيه حادثة اغتيال آليكساندر الثاني ، فبدأ يستعيد ذاكرة الاغتيالات والتاريخ الروسي المؤلم ليجد جريمة إيفان الملقب بالرهيب فجدها هي اللغة التي يعبر عنها كفنان لرفضه للعنف وإراقة الدماء .
قام إيليا بالاستعانة باثنين من أصدقائه كموديل لرسم اللوحة قام أحدهما بدور الابن والأخر قام بدور الأب ، بعد الانتهاء من اللوحة تم عرضها في عدد من المعارض أثنى عليها التقدميين ولقيت معارضة لاذعة جدًا من قبل المحافظين ، فقد عبرت اللوحة بصدق وتدقيق عن ملامح المجرم المحسوسة المفجوعة وهو مندفعًا على ابنه ممسكًا به يرفعه على ركبتيه وهو جاثمًا على الأرض يبكي ووجه ملطخ بالدماء من النصف العلوي في لمحة شكسبيرية .
رسم الفنان بقع الدم المنتشرة هنا وهناك لتوضيح شناعة الجريمة ، أيضًا صور الفنان بدقه القصر المزخرف والسجاد الكازاخستاني المزركش ، أما الاب فهو تجسيد لسيرة القيصر الروسي السفاح ، فجأة بدأ سلوك إيفان يتغير حتى يصبح غريب الأطوار ومارس الزهد الديني لفترات وتحولت نوبات الغضب حتى العام 1581م وأثناء شجار عنيف قتل ابنه الأكبر والوريث الوحيد للعرش .
أما عن حياة إيفان الرهيب فلم تكن حياته العاطفية مستقرة فكان يبدل الزوجة الواحدة تلو الأخرى ولكنه غير مدون على وجه التحديد كم عدد زوجاته ولكن أغلب المؤرخون قالوا أنه تزوج أكثر من سبعة مرات ، وكان مقيتًا جدًا في أواخر حياته ولك تكن تصرفاته موزونة ، وفي فترة حكمه كانت العائلات النبيلة تعرضت للبطش وتحولت الأراضي الخصبة لأراضي مهجورة ، بالطبع هو تحول لذلك الشكل بعد تراكمات من فترة الطفولة فقد مات والده وهو في الثالثة من عمره وتم تعينه حينها الأمير الأعظم لموسكو .
وكانت والدته هي الوصية على العرش الروسي حتى ماتت وهو بعمر الثامنة وتم استبدال والدته بعدد من النبلاء الذين طمعوا في النفوذ والسلطة كان يعامل سرًا بالإهمال والإذلال ويعامل في العلن بالاحترام وكبر وحيدًا وهو يعامل معاملة الذل وكان العنف ضده أمرًا عاديًا داخل القصر وكانت طفولته البائسة هي السبب الأول لكره للنبلاء وممارسة العنف ضدهم فيما بعد ، لذلك عبرت اللوحة تعبيرًا صادقًا عن تلك الحقبة المميزة في تاريخ روسيا وكانت رمزًا لإعادة الفن الروسي للثقافة الأوربية من جديد ..