لعل أهم ما يميز الفلكور الهندي هو البهجة وكثرة الألوان ، يقام بالهند العديد من المهرجانات الخاصة بالألوان لعل أشهرها هو مهرجان هولي أو هوليكا Holika يقال أن تاريخ المهرجان قبل قرون من مولد المسيح عليه السلام ولكن تغير معني المهرجان على مدار الأعوام ، في البداية كانت له طقوس مختلفة يقوم به النساء المتزوجات من أجل سعادة وسلامة عائلاتهم .
ولكن في الوقت الحالي يرمز له على انه احتفال للوحدة بعيدًا عن الفوارق الموجودة في المجتمع الهندي ، ويصادف المهرجان يوم اكتمال القمر في شهر Phalgon حسب التقويم الهندوسي وهو يوم الاحتفال بالربيع أيضًا ، ولكن إذا نظرنا لأصل المهرجان تجد ما يقرب من خمسة أساطير متعلقة بوجود المهرجان والأكثر انتشارًا من بين تلك الأساطير هي اسطورة هوليكا و براهلاد.
وتقول الأسطورة أن هنالك ملك يُدعى هيرانياكاشياب حكم الأرض ولكنه طلب من شعبه أن يعبدوه ولكن رفض ابنه براهلاد عبادة ونصر الإله عليه فحاول الأب الملك قتل الابن بعدة محاولات ولكن لم تفلح جميعها ، فقرر الملك في النهاية أن يطلب من أخته هوليكا والتي كان لها ميزة خاصة بها فقط هي الدخول للنار دون أن يصبيها أي أذى وأن تحمل معها ابنه براهلاد فأقنعت العمة ابن اخيها الصغير أن يدخل معها النار ومن دون أن يعرفوا أن ميزة النار لها هي وحدها وتعمل وهي وحدها ، فدفعت هوليكا ثمن شرها ونجا براهلاد بفضل رعاية الآلهة له .
أما أسطورة ألوان المهرجان فتعود لإله هندي له بشرة قاتمة يُدعى كريشنا شعر بالغيرة من بياض بشرة رادها صديقه ، فاشتكى الأم لوالدته ولكي ترضيه فقال له ضع الله الذي تريد على وجهه صديقك فأعجبت الفكرة كريشنا وطبقها مع صديقة كنوع من أنواع المزاح معه حتى اكتسبت الألوان شعبية كبيرة وأصبح من التقاليد الهندية المعروفة أما كلمة هولي فهي مشتقة من كلمة هولا وتعني تقديم الصلوات للخالق لشكره على وافر الحصاد ويأتي المهرجان سنويًا ليذكر الناس أن من يحب الله سوف ينجو .
أما عن الطقوس الخاصة بالمهرجان فقبل الموعد المقرر للمهرجان يجتمع الناس عشية المهرجان ويقومون بجمع أكبر كمية من الخشب وإشعالها في الهواء الطلق ، ويطلق على المشعل هوليكا ويتم وضعه على الطرق الفرعية والرئيسية للمدينة ، و يتم نصب التمثال ويُحرق ويسمى ذلك الطقس موت هوليكا ويرمز هذا الطقس لانتصار الخير على الشر .
ويبدأ الناس بيوم المهرجان المسمى دهوليتي باللعب بالألوان وورش بعضهم بالمساحيق الملونة جولال وكل لون من هذه المساحيق المستخدمة يحمل رمزية معينة فيرمز اللون الأخضر للنشاط والحيوية أما اللون الأحمر فيرمز للصفاء أما الأصفر لمشاعر التقوى والأزرق من أجل تسكين الآلام ، مع الوقت انتشر المهرجان عالميًا فلم يعد مقتصرًا على الهند وحدها ولا حتى أتباع الديانة الهندوسية بل أصبح احتفال من احتفالات السعادة والبهجة بالعالم ..