يعبر الفن على مر العصور عن الحالة التي يوجد بها المجتمع ، فهو المرأة العاكسة لكل ما يدور في المجتمعات الانسانية ، ولوحة ليدي جوديقا هي لوحة لقصة استثنائية حدثت بالفعل في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي ، وتناقلت القصة بواسطة المسافرين من ميدلاند لمدينة لندن .
كانت السيدة جوديفا هي زوجة ليوفريك أحد الأمراء الأقوياء الين حكموا انجلترا تحت حكم الملك كانوت الدنماركي ، وكان الأميرة من ملاك الأراضي ومن أغنياء بلدة كوفنتري وكان معروف عن زوجها أنه من الطغاة وكان يحكم دون أدنى رحمة ، وكان يطلب من سكان البلدة بدفع ضرائب عالية وكانت الضرائب تذهب لحسابه الخاص بصفته تحت إمرة الملك كانوت ، ولكن لم تتحمل زوجته الليدي جوديفا ها الظلم الجائر جدًا لأهل البلدة ، وحاولت مرات التدخل لكي تضغط على زوجها لكي يتراجع في قرارات فرض الضرائب الباهظة على الشعب ، ولكنه قال جملة غريبة بعض الشيء عليك أن تمشي عارية شوارع كوفنتري لكي أغير رأي بشأن الضرائب المفروضة عليهم .
لم يتوقع الزوج أن زوجته الرزينة سوف تفعل هذا أبدًا بسبب تواضعها وخجلها ، ولكنها أقدمت على ما لا يصدقه أحد أبدًا ونزلت يوم التسوق في المدينة عارية تمامًا واستفادت من شعرها الذهبي الطويل الذي دارى على أجزاء كبيرة من جسدها ، ولم يظهر منها إلا وجهها وساقايها وركبت الحصان وجابت شوارع المدينة .
ولما رأى أهل المدينة هذا الفعل النبيل من الليدي دخلوا بيوتهم وأغلقوا عليهم وأسدلوا الستائر حتى يتجنبوا النظر إليها تقديرًا منهم للتضحية الكبيرة ، وفي بعض الروايات التي تقول أن الليدي أرسلت الحراس لأهل المدينة سرًا تطلب منهم التزام بيوتهم ولبى الجميع الأمر ما عدا رجل واحد لم يقاوم اختلاس النظر إليها هو الخياط توم وقيل أنه أصيب بالعمى لاحقًا ، وتم عمل تمثال له في البلدة ليدل على الشهوانية لاحقًا .
تم رسم اللوحة في العام 1898م لتظهر القصة الحقيقية لتلك الحادث بريشة الفنان والمؤلف الإنجليزي جون كوليير وتتواجد اللوحة اليوم داخل متحف The Herbert في بلدة كوفنتري في بريطانيا لتكون شاهدة على تلك الواقعة النبيلة من الليدي جوديغا .