تعد شخصية الرجل المستذئب من أشهر الشخصيات السينمائية ، في مجال أفلام الرعب عمومًا وهو شخص يستطيع أن يتحول إلى ذئب مع حلول منتصف الليل ، ثم يعود إلى طبيعته الآدمية ، مع بزوغ الفجر كل يوم .

واليوم في هذا العصر الحديث ، لا يعتقد البعض بأن المستذئب سوى خيال محض ، فرضه بعض المؤلفين على الجمهور من أجل ترويج أفكارهم تلك ، ولكن الحقيقة هي أن هناك حالات لمستذئبين بالفعل .

في القرن السادس عشر ، كان هناك رجلاً يدعى بيدرو جونزالز ، هذا الرجل بدأت حياته في الغابة وكان مصابًا بمرض ما ، جعل الشعر يظهر بجسده ووجهه بكثافة رهيبة ، فلقبه الملوك في هذا الوقت برجل الغابة ، وكان رجال البلاط الملكي يستدعونه لرؤيته عن كثب ، وتزوج هذا الرجل من امرأة طبيعية ، وأنجب منها عددًا من الأبناء بعضهم كانوا مثله .

ومع حلول القرن التاسع عشر ، ولد شخص آخر بنفس الحلة في بولندا وكان يدعى ستيفان بيبرويسكي ، كان هذا الرجل عند مولده مغطى بالشعر من رأسه وحتى اخمص قدميه ، ومجرد أن رأته أمه فزعت وكادت أن تلقيه بالشارع ، ولكنها تداركت الأمر وادعت أن ما حدث للطفل ، سببه ضربة قوية سددها أسد لوالده قبل مولده بعدة أشهر ، فلقبه سكان القرية باسم الرجل الأسد .

ولم تكن والدة ستيفان سعيدة بابنها المشوه ، حيث سارت الشائعات في هذا الزمان بشأن علاقة وممارسة شاذة لأمه ، مع أحد الحيوانات مما جعلها تنجب ستيفان بهذا الشكل ، لذلك لم تمانع الأم المكلومة بالتبرع بابنها لأحد الرجال الألمان ، الذي ما أن رآه حتى طلب من الأم أنه تمنحه الطفل ، ليقوم بتربيته ويتبناه وكان ستيفان في هذا الوقت ، لم يتجاوز الأربعة أعوام فقط .

اصطحب هذا الألماني الطفل ويدعى ماير ، إلى دياره في ألمانيا وقد لفت الطفل أنظار الجميع ، بسبب اختلاف هيئته تلك عمن حوله ، وقدم له ماير كل ما يملك من تعليم ورعاية وغيرهم ، وصار ستيفان شهيرًا في كافة أنحاء أوروبا بسبب شكله .

وكان ستيفان كلما ازداد عمرًا كلما ازداد شعره كثافة وطولاً ، حتى وصل إلى عشرين سنتيمترًا ، في جسده كله عدا راحة يديه وقدميه ، وهذا الأمر فتح لستيفان الطريق للعمل بالسيرك ، فسافر إلى أمريكا وعمل بالسيرك ، وكان يتحدث خمسة لغات بطلاقة بالغة ، ويهتم جدًا بنظافته الشخصية وكان شديد التهذيب في تعامله ، ولكنه توفى باكرًا إثر تعرضه لأزمة قلبية عام 1932م أثناء تواجده في برلين .

ولم يكن ستيفان أيضًا هو الحالة الوحيدة ، حيث ولدت جوليا باسترانا عام 1834م بمواصفات مثل ستيفان ، فكان الشعر يغطي جسدها بأكلمه واتهمت والدتها بممارسة الجنس مع دب ، ومرة أخرى اتهمت بممارسة الجنس مع قرد ، وأطلق أهل البلدة على جوليا المرأة الدب .

وحظيت جوليا خلال حياتها بشهرة واسعة ، حيث تعرفت إلى أحد الرجال يدعى ثيودور لينت ، والذي كان يعمل بالسيرك فتزوج من جوليا واصطحبها في جولات عدة ، من مدينة لأخرى وأنجبا طفلاً يشبه جوليا ، ولكنه توفى مباشرة عقب ولادته وتوفت هي بعده بخمسة أيام ، جراء مضاعفات الولادة .

لم يشأ ثيودور أن يترك زوجته المتوفاة لحالها ، وأراد كسب المزيد من المال عن طريقها فعمل على تحنيط جثتها ، هي وطفله المتوفى ووضعهما في صندوق زجاجي وطاف بهما المدن ، من أجل جمع المال ، ولكنه لم يهنأ به حيث فقد عقله عقب عدة أعوام ، وتم إيداعه بإحدى المصحات العقلية في موسكو ، ثم لقي حتفه عام 1884م .

By Lars