عمار طبيب جراح يعمل بمشفاه الخاص ، ويعود لأسرته ليلاً ليستكمل يومه برفقتهم ، كانت حياته هادئة لا ينغصها شيء ، حيث اعتاد أن ينهي عمله ويلحق بأسرته ، ولكن في الآونة الأخيرة ، كان عمار يلحظ خيال ما ، يقف خلف نافذة في العقار المقابل له ، حتى أنه قد أسماه الشبح الخجول .

تكررت رؤية عمار للشبح عدة مرات ، حتى أنه في أحد الأيام وبينما دخل يستحم ، وأثناء قيامه بإغلاق المصباح ، التفت بشكل مفاجئ ، ليجد الشبح يقف خلفه مباشرة ، هلع عمار بشدة وظل يرتجف ، وهدأت زوجته من روعه ، وظل هو يردد أنها ليست المرة الأولى التي يرى فيها الشبح ، وأشار بيده إلى العقار المواجه لهم ، فأخبرته زوجته أن يرتاح إلى الصباح .

ذهب عمار إلى مشفاه في اليوم التالي ، وأثناء صعوده على الدرج ، إذا به يقابل جارته السيدة تقى ، فألقى عليها السلام فأخبرته أنها بانتظاره ، فدعاها إلى المكوث مع وزوجته قليلاً ، وصعدا وجلسوا جميعًا ليتحدثوا ، فإذا بالسيدة تقى تروي له أنها قد لمحت شبحًا ، يخرج من عقارهم بالأمس ليلاً ، فراتعب عمار وسألها عن توقيت ما حدث ، فأخبرته فاتسعت عينا الرجل رعبًا وقال لزوجته ، عندما رأيت الشبح يا كوثر ، ارتعبت الزوجة بشدة وأخبرت تقى أنها كانت تظن ، ما يرويه زوجها مجرد هلاوس بسبب ضغط العمل ، فامتقع وجه السيدة تقى وقالت أنها لم تكن تنتظر هذا ، فقد كانت ترغب في نصيحة منهما للهلاوس ، وهي لا تدري أن الأمر واقعي بالفعل .

وعلى الجانب الآخر ، هذا الشبح ما هو إلا روح ، فارقت جسد أحد المراهقين ويدعى شهاب ، كان شهاب قد خرج من منزله في ليلة الاحتفال ، بتأهل منتخب بلدته إلى كأس العالم ، ولكن من أحد الشوارع الجانبية لاحقه بعض الأفراد ، الخارجين عن القانون وكمموا فهمه ، ثم خدروه ليغيب عن وعيه في لحظات قلية ، وتخمد مقاومته .

استفاق شهاب ليجد نفسه مقيدًا ، ظل يصرخ ولكن ما كان صوته ليخرج ، من خلف تلك الكمامة ، وقد مر عليه قرابة الشهرين ، وهو يذوق العذاب ألوانًا ، حتى اصفر وجهه جراء ما لاقاه من تعذيب بالغ .

وفي أحد الأيام صب المجرمون على جسده ، عسلاً ثم وضعوه على حشائش بأرض زراعية ، ولم تمض ثوان حتى امتلأ جسده بالحشرات ، وبدأ المسكين يشعر بوخزها ، ويصرخ ويبكي دون جدوى ، فسأل أحد أفراد العصابة زعيمهم متى يطلقون سراحه ، فأجابه أنه ما من أحد دفع الفدية التي طالبوا بها ، وفي الغد حديث آخر .

استفاق شهاب المنهك في اليوم التالي ، على المياه التي ألقيت عليه ، وبدأ يتأوه بشدة فأمر رئيس العصابة ، بأن يقتلوه يواروا جثته التراب ، وبالفعل قاموا رجاله بقتل المراهق المسكين ، ثم أحرقوا جثته حتى تفحمت ، ووضعوه في جوال من الخيش ، ودفنوه أسفل عقار ، تحت الإنشاء .

مر عامين حتى سكن العقار ، المقابل للمكان الذي دفن به شهاب ، فبدأ شهاب في محاولات بائسة لكشف الحقيقة عمن آذوه ، فبدأ يظهر شبحه بخجل لسكان العقار المقابل ، وكلنهم كانوا يرتعبون منه ، حتى بدأ يأتيهم في منامهم ، ويروي تفاصيل قصته .

بالطبع كان عمار والسيدة تقى ، هما من رأوا شهاب وتحدثوا سويًا بشأنه ، وما لبثوا أن اجتمعوا الأسرتين سويًا ، خاصة بعدما بدأ الاثنين في رؤية كوابيس ، تكشف لهم ما حدث لهذا الشبح الخجول ، وقرروا جميعًا إبلاغ رجال الشرطة ، من أجل التنقيب أسفل العقار المقابل لهم ، والبحث عن جثته .

أتى رجال الشرطة ونقبوا أسفل العقار ، ووجدوا جوالاً به بقايا عظام بشرية بالفعل ، وتبين عقب ظهور نتائج التحليل أن الجثة ، تعود لشهاب المراهق المختفى منذ عامين ، وتم إبلاغ أسرته ، وأتى شهاب إلى عمار وتقى وشكرهما ، ثم انصرف خجلاً كما اعتادوا عليه دومًا .

By Lars