هل أخبرك أحدهم من قبل أنه سوف يقدم على الانتحار ، ثم نفذ الأمر بالفعل بعد ذلك أمام دهشتك وذهولك ؟ قد يظن البعض أن الانتحار مجرد فكرة عابثة ، تأتي الفرد وهو في حالة اكتئاب حادة ، أو كمجرد فكرة يرغب بها في استعطاف الآخرين ، وأنه لن ينفذ حقًا ، ولكن ماذا لو كان الانتحار فكرة قوية ، يشعر المرء إبان تنفيذها أنه بطلاً! أو يشعر بأنه هكذا يتبع أوامر بصورة إلزامية ، ويرى أنه أمر واجب التنفيذ ، قصص الانتحار كثر ولها طرق مختلفة ، هذه هي تفاصيلها .
الروليت الروسي :
تعرف بأنها لعبة مثلها مثل غيرها من الألعاب ، ولكنها حقًا ليست بلعبة فهي طريقة ، أنيقة للتخلص من الحياة وبكامل إرادة الضحية ، ظهرت تلك اللعبة على يد الجنود الروس ، والتي ربما ابتدعوها لكي يتخلصوا من عناء الحرب وويلاتها ، وتقتضي وضع رصاصة واحدة ، في مخزن المسدس الدوار ، ثم تعمل على لف بكرة المخزن بعدها ، وترفع المسدس إلى رأسك وعليك أن تطلق رصاصة واحدة ، فإذا نجوت يكون مقدر لك أن تحيا مرة أخرى ، أما إذا انطلقت الرصاصة لتخترق رأسك ، فهذا لا يعني سوى أن الموت كان يريدك حتمًا منذ البداية !
الالتحام مع الطبيعة :
قرر أحد الفنانين الانتحار ، فما كان منه سوى ابتكار طريقة متفردة ، لمغادرة هذا العالم الكئيب ، وهو ريتشارد سمنر الفنان المصاب بالشيزوفرينيا ، والذي قرر الانتحار إثر نوبة اكتئاب كانت قد أصابته ، فتوجه إلى إحدى الغابات النائية والقريبة من منزله ، وعمل على ربط نفسه بإحدى الأشجار ، مستخدمًا أصفادًا حديدية ، ثم قام بغلق القفل على أصفاه وقذف المفتاح بعيدًا!
وعقب مرور ثلاثة أعوام ، عُثر على هيكله العظمي مربوطًا بالشجرة ، وتم التأكد من هويته بعدما تم فحص الجثة ، ليؤكد خبراء الطب الشرعي أن سمنر ، قد حاول أن يفك قيوده بعد ذلك ، حيث تظهر آثار الخدوش بأظافره على الأصفاد ، ولكن يبدو أن الأوان قد فات .
قطع الرأس الذاتي:
إذا كانت طرق الانتحار السابقة قد أذهلتك ، فلابد أن قطع الرأس ذاتيًا سوف يكون أكثر غرابة ، قام بتنفيذ هذه الطريقة رجل أعمال يدعى جيرالد ميلين ، وهو أحد أشهر رجال الأعمال في أمريكا ، ولكن تعرض في إحدى الفترات لضغوط مالية كثر ، وتمت مطالبته بسداد مديونياته حيث كان جيرالد ، قد أفلس بالفعل وتزايدت الضغوط أيضًا بمطالبة زوجته له بالطلاق ، فما كان هناك مفرًا أمامه سوى محاولة التخلص من حياته نهائيًا .
بعد أن قررت المحكمة أن تحصل زوجة جيرالد ، على مبلغ مائة يوروه أسبوعيا كمعونة لها ، من أجل جلسات تسوية الطلاق ، توجه جيرالد صوب شركة التأمين ، وألغى ما قام به من تأمين على حياته ، حتى لا تحصل زوجته على شيء قط بعد وفاته ، ثم أحضر أحد الحبال التي كان قد أظهرها لزوجته ، عندما هددها بأنه سوف ينتحر إذا ما تم الطلاق .
وفي سبتمبر من عام 2007م ، توجه جيرالد إلى إحدى الأشجار حيث ربط بها ، طرف الحبل الذي أحضره والطرف الآخر ، قام بلفه حول عنقه لينطلق بسيارته بأقصى سرعة ، تاركًا فتحة السقف بالسيارة مفتوحة ، لتطير رأسه فجأة من شدة سرعته ، في مشهد ترسّخ في ذاكرة كل من رآه للأبد ، حيث شهد عملية الانتحار تلك عدد كبير من الناس .