هو أحد أهم الشخصيات اليونانية الأسطورية التي ينحدر أصلها من منطقة الأناضول ، ويحتل مارسياس مكانة مرموقة جدًا في النصوص الإغريقية القديمة ، وخاصة لوجود تمثال مارسياس الشهير داخل روما هو رمزًا من رموز الاستقلال والحكم الذاتي .
ويُعتقد بانتماء مارسياس لكائن الساتير أي أن نصفه ماعز والنصف الأخر بشري كان يجوب الغابات ، وتبدأ أسطورة مارسياس أنه وجد هو ومزمار مزدوج من القصب قامت آلهه أثينا بصنعه ، ولكن سرعان ما لعنته الآلهة ورمته بعدما تعرض لسخرية الآلهة الأخرى من أثناء عزفها عليه .
في أحد الروايات الأخرى أن آلهه أثينا تخلت آله الأولوس بعد رؤية الخدود المنتفخة واعتقدت أنه غير لائق بالآلهة ، تدرب مارسياس على العزف حتي برع وتمكن من العزف جيدًا ، وليثبت براعته وتفوقه تحدى الإلهه أبولو في مسابقة موسيقية ، كان مارسياس على آلة الأولوس وأبو على القيثارة ، روي في إحدى الروايات فوز أبولو على مارسياس ثم قيامه بتعليق مارسياس على جذع شجرة وسلخ جلده حيًا عقابًا له على غطرسته وتحديه للآلهة .
البعض يقول أن أبولو غير العقاب بسبب براعة مارسياس في العزف ، ولكن حزنت الآلهة حزنًا شديدًا على مارسياس وحزنت الحوريات فتجمعت الدموع لتُشكل نهر مارسياس الذي يمر في منطقة فيريجيا وهو من الأقاليم المعروفة في الوسط الغربي في الأناضول ، أما الرواية الثانية تقول أن ملك فريجيا ميدس حكم بتلك المسابقة بفوز مارسياس ، مما أثار خنق أبولو على الملك فقام بمسخ أذنيه لأذن حمار وسترها الملك بقبعة فظل الأمر سرًا بين الملك والحلاق والذي هدده بالموت في حالة إفشاء السر .
ولكن صدر الحلاق ضاق ذرعًا بالسر فذهب إلى حقل قصب وباح السر في حفرة في جوار نهر فنبت القصب في هذه الحفرة وتم إذاعة السر في كل الأرجاء واهتز الريح أن أذن الملك ميدس مثل أذن الحمار فقام الملك بشرب دم ثور والانتحار وفي هذه الرواية أن مارسياس تم تعليقه وسلخ جلده ، وظلت تروى القصة مع تغير الأبطال مع أبولو وبان وهو إله للغابات والمراعي نصفه انسان ونصفه ماعز اكتفى ابولو بعقاب ميدس ومسخه .