يمتلئ التاريخ بالعديد من القصص والحكايات منها الطريف ومنها الغريب ، ومنا ما يفيد الأجيال التالية بخبرات ومعارف قيمة من تجارب للسابقين ، ولعل تلك قصة واحدة من القصص المحفزة التي تدفع الإنسان إلى البحث في كامنه عن قدراته وإمكانياته ، إنها أشهر صفعة في التاريخ نالها طفلٌ عبقري !
في القرن السادس عشر بإحدى القرى الألمانية كان الطفل جاوس يجلس باهتمام في صف الرياضيات ، كان جاوس طالبًا ذكيًا يعشق كل ما هو حسابي ، لا يترك الأرقام تمر من أمام عينيه دون أن يفهم خباياها ويعرف أعقد مسائلها .
وذات يوم سأل معلم الرياضيات طلابه في الفصل سؤالًا ، فأجاب جاوس بسرعة شديدة الأمر الذي لم يتيح لزملائه فرصة التفكير ، وجعل معلمه يغضب فقرر المعلم معاقبة الطفل النابغة ، وسأل سؤالًا صعبًا ولكن أجاب عليه الطفل بسرعة شديدة وكانت إجابته صحيحة مئة بالمئة .
فازداد غضب المعلم من أنانية جاوس وتسرعه بالإجابة دون تفكير ، فأعطاه مسألة حسابية معقده طلب منه فيها أن يوجد ناتج جمع الأعداد من 0 إلى 100، حتى يلهيه ويشغله لفترة يفسح فيها المجال لزملائه الطلاب ، حتى يتفاعلوا مع المعلم ويجيبوا على أسئلته ويتعلموا الدرس جيدًا .
ولكن ما هي إلا خمس دقائق وانطلق جاوس في حماس يقول 5050 ، فصفعه المعلم بشدة على وجهه قائلًا : هل تمزح أين حساباتك التي توصلت بها لتلك النتيجة ؟ فقال جاوس في بساطة شديدة تتنافي مع تعقيد المسألة :
لقد اكتشفت أن هناك علاقة بين 0 و 100 ومجموعها 100، و1 و99 ومجموعها أيضًا 100 و2 و98 وهكذا حتى وصلت إلى 51 و94 ، وهنا اكتشفت أني حصلت على 50 زوجًا من الأعداد كل منها مجموعها 100 ويبقى العدد 50 فقط ، وبذلك يكون المجموع الكلي ( 50× 100) + 50 = 5050
لذا قمت بعمل قانون لحساب المسألة 2/ (n+1) n ، وخرجت بالناتج 5050 ، فاندهش المعلم من عبقرية الطفل الصغير الذي تفوق عليه ووضع قانوًنًا لتلك المسألة الحسابية ، ولم يعلم أن تلك الصفعة التي أعطاها للطفل ، كانت صفعة تاريخية على وجه عالم الرياضيات الأشهر في التاريخ كارل فريدريك جاوس .