قد يفكر بعضنا عقب إجراءات الدفن ، لأحدهم هل يمكن أن يكون الشخص ليس بميت ، ويمكنه النهوض ومحاولة الخروج من المقبرة مرة أخرى ؟ هل يمكن أن أُدفن يومًا وأنا حي أرزق ، ولكنهم اشتبهوا بوفاتي ؟
الدفن حيًا في التاريخ :
كثير من تلك الأسئلة ما تدور بمخيلتنا ، عند مشاهدة القبور أو عندما نسمع عن كارثة ، أدت لانهيار عقار ما أو مكان على رؤوس أصحابه ، ودفنوا تحته أحياء ، بغض النظر أن الدفن حيًا كانت إحدى العقوبات ، في الفترات التاريخية الأوروبية القديمة ، حيث كانت القبائل الجرمانية الأوروبية تعاقب من يتم اتهامهم بالخيانة أو التهرب من الخدمة العسكرية بالدفن أحياء ، وكانت طريقة الدفن تتم بتقييد المتهم إلى إحدى الأشجار ، مع تنكيس رأسه للأسفل بالطين والوحل ، حتى يلفظ أنفاسه أمام جمع من الناس .
بينما في الدنمارك كانت الملكة مارجريت الأولى ، قد أقرت قانونًا يقضي بدفن المرأة السارقة وهي حية ، أما الرجل السارق فكانت تقطع رأسه جزاء له على ما فعل .
وللإمبراطورية الرومانية نصيب من قصص دفن الأحياء ، حيث كان يعاقب من يغتصب فتاة عذراء بالدفن حيًا أمام من اغتصبها ، ومن يغتصب امرأة ثيب فقد كان جزاؤه قطع الرأس بالسيف ، كما كانت تعاقب المرأة التي تقتل سيدها بالدفن وهي حية ، وعلى نفس الوتيرة كان العرب قديمًا ، يدفنون الوليد إذا كانت أنثى ، وهي حية خوفًا من العار أن يصيبهم !
لم تتوقف القصص في هذا الشأن ، على مدار التاريخ فكون تلك القصص قد حدثت في الماضي ، لا ينفي وجودها في الوقت الحاضر على مستوى عالم ، كما حدث في القصص التالية .
الطفل الأيرلندي توم جورين :
في عام 1845م حدثت في أيرلندا ، مجاعة كبرى راح ضحيتها ملايين البشر ، وكان يتم دفن الجثث في مقابر جماعية ، ومن بين من تم دفنهم في تلك المقابر ، كان الطفل توم جورين والذي يبلغ من لعمر ثلاثة أعوام فقط ، وحينما هم الدفانون بردم الحفرة الجماعية ، ضرب المعول ساق الصغير ، فصرخ ألمًا مما دفع الدافنون لإخراجه ، من بين الجثث بسرعة وقامت البلدية ، بمنحه زوج من الأحذية مكافأة له ! وعاش توم ليصبح فيما بعد أحد أهم الشعراء ، الأيرلنديين ولكنه عاش طوال عمره ، بإعاقة في ساقه جراء ضربة المعول .
الفتاة فيلوميل جونتري :
فتاة فرنسية تبلغ من العمر أربعة وعشرين عامًا ، كانت تلك الفتاة مصابة بمرض الكوليرا في عام 1867م ، وعقب عدة أيام وصراع مع المرض ، ماتت فيلوميل وتم إعداد الجثة وتجهيزها للدفن ، وبعد ست ساعات متصلة ، تم دفن جثة الفتاة ، ليسمع الدافنون عقب انصراف الجميع وإهالة التراب عليها ، أصوات طرق تأتي من مقبرتها ليفتحوا التابوت ويأتي الطبيب ، الذي يقيس نبضاتها ويجد آثار الخدوش على يديها ، جراء طرقها للتابوت طويلاً ، إلا أن الفتاة توفيت بالفعل في اليوم التالي ، على الرغم من جهود الطبيب الكثيفة لإنقاذها .
إيزي دنبر :
كانت السيدة إيزي دنبر ، تعيش في جنوب كاليفورنيا ، وفي أحد الأيام عانت السيدة من نوبة صرع طويلة ، نقلت على إثرها للمشفى وظلت به عدة أيام ، قبل أن يعلن الأطباء بالمشفى وفاتها ، وكانت إيزي قد أخبرت شقيقتها أن تأتي جنازتها إذا ما لقيت حتفها ، في أحد الأيام حيث كانت تعيش شقيقتها خارج الولايات المتحدة .
بالفعل انتظر المشفى يوم واحد ، وأخروا إجراءات دفن الجثمان ، إلا أن الشقيقة لم تأت بعد ، فاضطروا لتنفيذ إجراءات الدفن ، ولكن ببطء عسى أن تأتي شقيقتها المتأخرة ، ولكن وعقب أن تم دفن الجثمان وإهالة التراب على التابوت ، أتت شقيقة إيزي وأصرت عليهم أن يفتحوا لها المقبرة ، لتلقي على شقيقتها نظرة الوداع الأخيرة .
تحت إصرار الشقيقة تم إخراج التابوت ، وفتحه كما طلبت ولكن ما حدث كان مفاجأة للجميع ، فبمجرد أن تم فتح التابوت نهضت إيزي جالسة داخله ، وابتسمت مما دفع كل من حولها للركض مسرعين ، وهم في غاية الفزع حيث ظنوا أن من بالتابوت سحب إيزي أو أنها قد تحولت إلى زومبي ، ولكنها كانت حية ترزق وتم إخراجها من التابوت وعاشت إيزي حياة طبيعية ، حتى توفت فعليًا عام 1962م !