المافيا هذا المصطلح الذي راودنا ، بشكل دائم وارتبط في أذهاننا بالعنف ، والقتل والوحشية وغيرها من الكلمات ، التي تعبر بشكل واضح عن القوة ، أيًا كانت طريقتها أو سبيلها ، ولم يخطر ببالنا قط أن المرأة قد تكون في يوم ما ، جزء واضح من تلك الكلمة أو المصطلح .
لم تترك المرأة مجالاً إلا واقتحمته ، ولكن أن تصبح قاتلة أو متزعمة لإحدى العصابات ، هذا هو ما قد الكثيرون منا ، إذا ما علموا بأن المرأة قد تفوقت أيضًا على بعض الرجال ، في هذا المجال ، وهذه قصص لبعض النساء اللاتي ، اقتحمن مجال المافيا والعصابات ، وكن أكثر وحشية من بعض الرجال به .
كلوديا أوتشوا فيليكس:
تشتهر بامبراطورة أنتراكس ، وهي زعيمة شهيرة إحدى العصابات ، وامرأة مثيرة للغاية ولكنها مثل الأفاعى ، لا تكاد تقترب منها حتى تلدغك بسمومها ، فهي تترأس عصابة ارتكبت أشهر الاغتيالات في المكسيك ، تلك العصابة الممولة من أشهر عصابات الاتجار بالمخدات على مستوى العالم ، وتدعى سينالوا وتضم وفقًا لتقارير جهاز الاستخبارات الأمريكي ، أعتى مجرمي العالم .
تبلغ كلوديا من العمر ثلاثون عامًا ، وكانت متزوجة من أحد زعماء عصابات تجارة المخدرات ، بالمكسيك وأشهرهم ويدعى إل تشافو ، ولها منه ثلاثة أطفال ، وبعد انفصالها هذا ارتبطت بزعيم عصابة ، تسمى لوس انتراكس ولكن ألقت الشطرة القبض عليه عام 2014م ، ويعتقد الكثيرون ، بأن كلوديا قد تولت تزعم العصابة بعد أن تم سجنه .
لم تشتهر كلوديا بشأن نشاطها ، في عالم الإجرام والمافيا وإنما بسبب صورها ! نعم فقد اعتادت كلوديا على الاستمتاع بنشر صورها الشخصية ، على صفحات التواصل الاجتماعي ، ولا تعيش في الخفاء مثل غيرها من المجرمين ، وإنما الشبه الواضح بينها وبين نجمة برامج تليفزيون الواقع كيم كاردشيان جعلها ، تعيش حياة مثل حياة النجوم ، فارتدت ملابس شفافة وأخرى شبه عارية ، مثلما تفعل كاردشيان .
وقد نفت كلوديا علاقتها بالعديد من المنظمات الإرهابية ، والإجرامية بالفعل إلا أنها دائمة التقاط الصور وهي تحمل الأسلحة النارية ، والخناجر وبعض الأسلحة الرشاشة المفضلة لها ، كما ظهرت في الكثير من الصور وحولها ، الكثير من الرجال مفتولي العضلات والمدججين بالأسلحة مثلها أيضًا .
ولم تكتف كلوديا بذلك فقط ، بل تراها تخرج للسهر يوميًا بالملاهي وسط حراسة مكثفة ، والتي بفضلها تظل كلوديا بعيدة المنال وحية حتى وقتنا هذا ، ووفقًا للمصادر الاستخباراتية ، فقد قامت عصابة كلوديا بارتكاب العديد من الاغتيالات ، وصفقات المخدرات القوية والضخمة ، إلى جانب قيامها بحماية زعيم المنظمة التي تنتمي إليها كلوديا ، ويدعى اسماعيل زمبادا .
جودي موران :
حينما تراها للمرة الأولى تراها ، سيدة مسنة لا حول لها ولا قوة ، بينما تلك التجاعيد على وجهها تخفي أقوى زعيمة عصابة بالمافيا ، حيث تتولى جودي البالغة من العمر ، ستين عامًا وأكثر زعامة عصابة لويس موران في ملبورن باستراليا .
كانت جودي متزوجة في البداية بزعيم العصابة الأشهر ، في استراليا ليزلي كول وأنجبت منه طفلها الوحيد ، مارك إلا أن والد مارك ، كان قد قتل في إحدى المشاجرات مع بعض زعماء العصابات الأخرى ، بشأن المخدرات .
ومن المفارقات هنا أن جودي كانت قد حصلت على الطلاق ، قبل مقتل كول بأسبوع واحد لتتزوج من الزعيم لويس موران ، لتنجب منه طفلها الثاني الذي يدعى جيسون .
وتساقط أفراد العائلة الواحد تلو الآخر ، إثر عمليات اغتيال متعاقبة نالت في البداية من مارك عام 2000م ، ثم جيسون في عام 2003م إثر عملية إطلاق نار متبادلة مع بعض أفراد ، العصابات الأخرى إلى أن قُتل زوجها لويس في عام 2004م ، متأثرًا بجراحه عقب إطلاق النار عليه بأحد النوادي ، لتتولى جودي رئاسة العصابة بدلاً منه .
ولكن بعد فترة قصيرة تعرض شقيق زوجها الراحل ، القتل هو الآخر وتم اعتقال جودي ، وثلاثة آخرين من أفراد عصابتها في الاشتباه بهم ، إلى أن وجدتهم المحكمة مذنبين ، وتم حبس جودي موران ستة وعشرون عامًا ، في تلك القضية .