قصة مدينة بيوت الجنيات

مدينة بيوت الجنيات في كبادويكا التي يعود تاريخها لعام 3000 قبل الميلاد ، تلك المدينة السياحية الجميلة في تركيا المنحوتة في الجبال ، عبارة عن عدد من التكوينات الصخرية المثيرة للدهشة والغرابة تجمل الكثير من الأسرار داخلها تقع المدينة وسط هضبة الأناضول بضواحي مدينة نفسهير تتميز بوجود مداخل الجنيات .

قال العلماء أن المدينة تعود لـ5000 عام ، أما عن مساحتها فهي ما يعادل 65 ملعب لكرة القدم ، قام العديد من العلماء بالتنقيب داخلها في أكبر اكتشاف تحت الأرض ، تم التنقيب عن طريق مسح شامل لكافة الأراضي والهياكل المدفونة تحت الأرض على عمق 10 أمتار ويبلغ مساحة المدينة 460،000/متر مربع بمنطقة يبلغ علوها 113م ، وقال العلماء المستكشفون أن مدينة الجنيات على الأغلب كانت مدينة زراعية قبل 5000 عام والأنفاق عبارة عن تلة مخروطية كانت عبارة عن قلعة بمسافة 7 كيلو متر والعرض يكفي لمرور سيارة تقريبًا .

يعتقد أن تلك التلة انخرطت بالزراعة وأن السكان قد استعملوا الأنفاق لنقل منتجاتهم الزراعية ، وأحد تلك الأنفاق كان يستخدم لنقل المياه ، وتعد المدينة اليوم من أهم المزارات السياحية في العالم لما لها من جمال طبيعي متفرد وغناها بالتراث الثقافي الحضاري .

تاريخ منطقة كبادويكا :
أما عن منطقة كبادويكا التي يحدها من الجنوب جبال طوروس وفي الشمال يحدها إقليم النبطس التاريخي ، تعود المدينة للقرن السادس قبل الميلاد لملوك الأخمينيين إحدى بلدان الإمبراطورية الفارسية ومعنى الاسم أصل الخيول الجميلة ولكن يقول هيردوت أن أصل الاسم كان يطلق من قبل الفرس ، واستخدمه الإغريق للدلالة على السوريين البيض ، وتم حكمها من قبل ملوك الإمبراطورية الفارسية وتم تقسيمها لإقليمين كل واحد منهم يشكل الجزء أو القسم الداخلي المركزي ، وكانت المنطقة في عهد سطرابو بمثابة مملكة مستقلة .

بعد الإطاحة بالمملكة الفارسية حاول الاسكندر المقدوني أن يحكمها بواسطة أحد القادة ، ولكن الملك أرياراثيس ، نجح في اعتلاء الحكم فحكم من عام 332-322 قبل الميلاد فوسع حدود المملكة حتى مناطق البحر الأسود ، وتم تقسم الإمبراطورية البطلمية لخمس أقسام وأصبحت كبادوكيا تُعرفبالحاكم أومينيس وانتهى ذلك بمطالبة الحكم وقام وصي عرش الاسكندر بيرديكاس بصلب أريارائيس ومع هذا النزاع قُتل أومينيس وتمكن ابن أرياراثيس من أن يسترد ميراث أبيه ، واستمر ملوكها في مناصرة الجمهورية الرومانية ضد السلوقيين .

وفي عام 130 قبل الميلاد قام أرياراثيس الخامس بدعم الحاكم الروماني حاكم الروماني پابليوس كراسوس ضد ضد أريسطونيكوس أومينيس الثالث ولكنه تمكن من قتل كل من پابليوس كراسوس وأرياراثيس الخامس وكانت تلك هي القوة الصاعدة في البنطس وكانت سببًا لسقوط كبادويكا .

ثم دعم الكبادوكيون روما ضد ميثراداتس السادس الملك البنطي ، واحتل أريوبارزين الأول العرش عام 93 قبل الميلاد ، ودخل القائد ديكرانوس العظيم المنطقة وقام بعزل أريوبارزين وتتويج ملك بديل وجعل كبادوكيا مملكة تابعة ، حتى يشكل منطقة عازلة ضد الرومان ولم يتم الحكم لأريوبارزين إلا بعد أننجحت روما في إسقاط الملوك الأرمن والبنطيين عام 63 قبل الميلاد ، وبعد دخول يوليوس قصر ثم انتقل الحكم لأنطونيوس تم إسقاط الأسرة الأريوبارزينية ، وأعطيت المنطقة لأرسطوقراطي يدعى  أرخيلاوس ، ثم حكمها الإمبراطور أغسطس وحافظت على استقلالها التبعي عنهم حتى 17م و أصبحت بعد ذلك إقليم تابع لإمبراطورية الرومانية بأمر من الإمبراطور تيبريوس ..