لطالما عشقنا المهرج بشكله الملون ، فالطفل بطبيعته يميل لكل ما هو ذو ألوان مميزة ولافته للنظر ، ولكن ليس كل المهرجون هم أحباب للأطفال ، فقد مرت بنا العديد من القصص ، التي كان أبطالها مهرجون ولكن نهاياتها كانت مأساوية ، وتلك بعضها .
السفاح جون جيسي :
خوف المجتمع الأمريكي من المهرجين ، قد يعود لبعض قصص الجريمة التي تناقلتها الأجيال من عقود مضت ، وأشهرهم السفاخ جون واين جيسي ، هذا السفاح المختل الذي اعتدى على أكثر من ثلاثة وثلاثين مراهقًا ، وقام بقتلهم بطريقة بشعة للغاية ، وكان يدفنهم في قبو أسفل منزله .
كان جون مختلاً ويعاني من العديد من الأزمات من فترة طفولته ، فتحول إلى مهووس سادي ويعشق ممارسة الجنس مع الأطفال ، وظلت جرائمه محاطة بالغموض لفترة طويلة ، إلى أن وقع في قبضة رجال الشرطة ، بعدما اشتبه به جيرانه ، خاصة في لفترة التي ارتدى فيها زي المهرج ، وقام بصناعة شخصية لنفسه تدعى بوغي ، يجذب إليه الأطفال بهيئته ثم يطلق الوحش الذي بداخله بمجرد أن ينفرد بالطفل .
المهرج في زاوية الغرفة :
قصة أخرى شهيرة في المجتمع الأمريكي وتحولت إلى فيلم سينمائي فيما بعد ، وتروي قصة زوجين ثريين لديهما طفلين صغيرين ، ونظرًا لارتباطهما بالكثير من الأمور والأعمال ، فقد كان لديهما حفل عشاء برفقة بعض الأصدقاء ، للحديث بشأن العمل والمال ، فطلبا من إحدى الفتيات التي يعرفانها جيدًا أن تعمل كجليسة لطفليهما ، أثناء تغيبهما عن المنزل للعشاء ، وطلبا منها العناية بهما والجلوس في غرفة الزوجين لمشاهدة التلفاز ، حتى تكون بالقرب من غرفة لطفلين .
قامت الفتاة بالفعل برعاية الطفلين حتى ناما ، ثم صعدت إلى غرفة الزوجين لتشاهد التلفاز من أجل تمضية هذا الوقت الممل ، لاحظت الفتاة وهي جالسة وجود تمثالاً لمهرج ، يقبع في زاوية الغرفة ، كان التمثال ضخمًا بحجم شخص ناضج ، وهو ما جعلها لا تشعر بالراحة ، فما المثير في امتلاك شخص الدمية بحجمه ؟
ظلت الفتاة جالسة تشاهد التلفاز ، وتختلس النظر إلى التمثال رغمًا عنها وهنا خيل إليها لوهلة ، أن التمثال يغير من وضعيته أو يتحرك قليلاً ، أو لعلها مخاوفها من هذا التمثال ، هنا نهضت الفتاة وذهبت إلى الهاتف ، لتتصل بالزوجين وتخبرهما بأن كل شيء على ما يرام ، ولكنها ترغب في المكوث بردهة المنزل بالأسفل .
وبسؤالها أجابت ببساطة أنها متفهمة للأمر ، ولكنها لا تشعر بالارتياح في غرفة بها تمثال ضخم لمهرج ، هنا اضطرب الأب قليلاً ، وسمعت الفتاة بعض الحوار بينه وبين زوجته ، ثم أمرها بقلق واضح ، بأن تصعد إلى غرفة الطفلين وتأخذهما وتخرج إلى الشارع ، حتى تأتي الشرطة !
اندهشت الفتاة لهذا الطلب ، وتساءلت لم ؟ فأجابها الأب بشكل صادم أنه لا يوجد لديهم تمثالاً لأي مهرج من الأساس بالمنزل! صعدت الفتاة سريعًا إلى الأعلى وأيقظت الطفلين ، وأخذت بيديهما وهبطت الدرج سريعًا ، لتلتفت خلفها وتشاهد المهرج يقف أعلى الدرج وينظر إليها طويلاً ، صرخت الفتاة وانطلقت برفقة الطفلين حتى وصلت إلى الجيران .
لم يمض وقتًا طويلاً حتى أتت الشرطة والزوجين ، وتم إلقاء القبض على المهرج ، واتضح لهم بأنه شخص مختل هارب من مصحة للأمراض العقلية ، وأنه ظل في منزل الزوجين لفترة من الوقت ، كان ينام طوال اليوم في علية المنزل ، وعقب أن يخلد الزوجين إلى النوم ، يتجول هو في كافة أرجاء المنزل بالليل ، وقد شاهده الطفلين مرارًا ولكن الزوجين ظنا أنهما يعانيان من كوابيس ، أو أنهما يتوهمان الأمر .
وعقب مرور عدة أعوام هرب هذا المختل مرة أخرى من المصحة ، ليتجه إلى منزل تلك المراهقة التي ساهمت في كشف أمره وإلقاء القبض عليه ، ليقوم بذبحها وتقطيع جثتها إلى أشلاء متناثرة ، عقب أن قام بسلخ فروة رأسها انتقامًا منها ، على ما فعلته بحقه منذ أعوام !
لذلك وبناء على تلكك القصص المرسخة في وجدان الكثيرون ، أصبح المهرج وصورته ليست هي الصورة المضحكة للطفل أو الجذابة له ، بل أصبح كابوسًا يبتعد عنه الكثيرون ، كما عززت أفلام الرعب السينمائية تلك الصورة كثيرًا .