المستذئب وحش طالما ظهر على شاشات السينما ، وأرعب الوجوه الجالسة في صمت رهيب ، ولكن ما كان يطمئن الجلوس هو انتهاء ذلك الشعور بمجرد انتهاء الفيلم ، ولكن ماذا لو كان هذا الفيلم دائمٌ لا ينتهي ؟!
هذه القصة لبيتر ستوب المعروف أيضًا باسم بيتر ستومب أو بيتر ستمب ، وهو رجل ألماني يُعتقد أنه ذئب ، فقد شاع عنه أنه عقد اتفاقًا مع الشيطان الذي أعطي له حزامًا يسمح له بالتحول إلى ذئب يهاجم الناس ، وقد قام هذا الرجل بقتل النساء والأطفال وبث الرعب في منطقة بيدبورغ .
لسنوات عديدة كان المزارعون في قرية بيدبورغ الألمانية ، يتعجبون من الموت المفاجئ للماشية والحيوانات الأليفة ، فكانوا يجدون أن أبقارهم وأغنامهم قد لقوا حتفهم في الحقول ، وأن جثثهم قد انفجرت وفتحت بطونها وأحيانًا كانت تُلتهم بوحشية شديدة ، لذا اشتبه المزارعون في أن حيواناتهم كانت تتعرض للهجوم من قبل ذئب برى وحشي .
كما امتد الأمر أيضًا لسكان القرية ، فقبل فترة طويلة بدأ الأطفال والشابات في الاختفاء عشوائيا من هناك ، وعثر علي بعضهم جثثًا ميتة فيما بعد ، ومشوهة بشكل فظيع ونصفها أو جزء منها مأكول ، بينما لم يتم العثور علي المفقودين الآخرين .
فصار القرويين في حالة ذعر وبدؤوا في تسليح أنفسهم ، فقد كان الجميع خائفون من أن يكونوا هم أنفسهم الضحايا القادمون لذلك الذئب الذي يعيث فسادًا في قريتهم ويقتل دون توقف .
وكان هناك مجموعة من الصيادين الشجعان ، عزموا على تعقب الذئب وأخذوا معهم الكلاب لتتبعه ووضع حد لهذا الإرهاب ، وبدئوا يتعقبوا مسارات هذا المخلوق لعدة أيام ، حتى اقتربوا منه كثيرًا في مرة من المرات ، ورأوه من بعيد ذئب كبير فطاردوه إلى أسفل الجبل حتى حاصرته الكلاب .
وعندما وصل الصيادون إلي المكان الذي حوصر به الذئب المتوحش ، انقضوا للقبض عليه لكنهم صدموا لرؤيته ، فلم يكن ذئبًا البتة بل كان رجلٌ عادي يرقد علي الأرض ، لم يصدق المزارعين أعينهم حينما رأوه ، فهم يعرفونه جيدًا انه بيتر ستوب ، وهو مزارع ثرى ينال احترام أهل القرية الأمر الذي زاد من تعجبهم واندهاشهم .
بعدها قبضت السلطات علي بيتر ستوب ووضع في الحجز المشدد مكبلًا بالأغلال ، واعترف بأنه الوحش الذي يرعب المنطقة كلها ، واعترف بقتله أربعة عشر طفلًا وامرأتان حاملاتان ، وعلل ذلك أنه في سن 12 سنة تقريبًا ، قد بدأ في عبادة الشيطان .
وادعى أن الشيطان أعطاه حزامًا من جلد الذئب ، وهذا الحزام سمح له بالتحول إلى ذئب جشع يلتهم في الليل ما يريد من صغار أو كبار ، بأسنانه الحادة التي تمزق ضحاياه وكفوفه الضخمة ذات الأنياب .
وبدأ يتغذى في البداية علي لحوم الماشية والأغنام ، ومع مرور الوقت أصبحت شهوة أكل لحوم البشر تسيطر عليه تمامًا ، فبدأ بقتل الأطفال والنساء وأكل قلوبهم ، والعجيب أن أحد هؤلاء الأطفال الذين قتلهم وأكل قلبهم كان ابنه ، فقال أنه أخذ الصبي إلى الغابة حيث تحول هناك إلى ذئب ، فقتل الطفل ثم كسر جمجمته أمسك بدماغه وأكله ، ووصف مذاقه بأنه كان لذيذ للغاية .
وبعد عمليات القتل تلك ، كان غالبًا ما يمشى في شوارع القرية يحي الأشخاص الذين قتل أبنائهم أو نسائهم بسعادة بالغة ، وقد أدين بيتر ستوب وحكم علية بالتعذيب حني الموت ، كما ادينت ابنته سيبيل وعشيقته كاثرينا ترامب بكونهما شريكين له .
وأعدم الذئب البشري في ليلة عيد القديسين 31 أكتوبر 1598م ، حيث تم ربطه بعجلة كبيرة وتثبيت أطرافة بدبابيس حديدية ساخنة ، ثم تم كسر ذراعيه وأرجله بمطرقة حديدية ، وأخيرًا تم قطع رأسه وحرق جسده ليتحول إلى رماد ، أما ابنته وعشيقته فقد تم إعدامهما خنقًا وأحرقت أجسادهم أيضًا .
وبعد عملية الإعدام تلك وضعت العجلة التي أعدم عليها بيتر ستوب في مكان ما بالقرية وتم إحضار ذئب حقيقي مقطوع الرأس ووضعت رأس بيتر ستوب علي جسد الذئب المقطوعة ، كتحذير للجمهور ولكل من تسول له نفسه أن يتعامل مع الشيطان ويصبح ذئبًا .