قصة برج خليفة

إن النفس البشرية قد جُبلت على الإبداع والتميز في شتى مجالات الحياة ؛ فبدأ الإبداع والتطور في العلم ، والأدب ، والمواهب المتعددة ، وأيضا من بين أهم التطورات الإبداعية حتى العصر الحالي هو التطور المعماري المتواجد في كل بلاد العالم بصنوف أشكاله وأنواعه .

يُعد برج خليفة من أهم المنشآت التي أقيمت في وقت قريب ؛ حيث بدأ بنائه في عام 2004م ؛ وتم افتتاحه رسميًا في عام 2010م ، يوجد برج خليفة بدبي الواقعة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وهو أطول برج في العالم ؛ حيث بلغ ارتفاعه 828 مترًا على مساحة 4.000.000 متر مربع .

حينما تم إنشاء البرج كان يُطلق عليه اسم برج دبي ؛ ولكن تم تغيير الاسم أثناء الافتتاح حينما قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وهو نائب رئيس دولة الإمارات بإعلان اسم برج خليفة بدلًا من برج دبي ؛ وذلك تكريماً للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على جهوده داخل وخارج البلاد .

قام المهندس المعماري أدريان سميث بتصميم البرج على شكل حرف Y؛ ليصبح البرج متميزاً في الاستخدام السكني والفندقي ؛ كما تم اقتباس تصميماته من الطراز الإسلامي .

بلغت تكلفة إنشاء البرج 1.5 مليار دولار أمريكي ؛ وقد قام عدد هائل من العمال على تنفيذ انشاء البرج حيث بلغ عددهم حوالي 12000 عامل ، وقد تم تصميمه لاستخدامات متعددة ليضم الكثير من الفنادق والأبراج السكنية والأسواق التجارية ؛ وذلك التصور هو ما جعل الحكومة تسعى لإنشائه ليكون مصدرًا اقتصاديًا هامًا للبلاد .

يتكون برج خليفة من مائتي طابق ، وسبعة وخمسين مصعد ، كما يتخطى عدد الشقق السكنية به الألف شقة ، وثلاثة آلاف موقف للسيارات يوجد تحت الأرض ، وداخل البرج يعمل الآلاف من العمال لتغطية كل الأماكن والوظائف الموجودة بمثل هذا البرج الهائل الضخم .

قامت شركة سيكدمور بتصميم البرج بصورة تجعله قويًا يتحمل درجات الحرارة المرتفعة في الصيف ؛ حيث استخدموا 142.000 متر مربع من أنواع الزجاج الذي يعكس الضوء ؛ كما استخدموا 26.000 لوح زجاجي في واجهة البرج من الخارج ؛ كما قامت الشركة بإحضار مئات المتخصصين من الصين لكي يقوموا بعمل كسوة على البرج ؛ لتوفر الحماية الكافية للبرج من أشعة الشمس .

أصبح برج خليفة هو أطول برج في العالم ؛ لذلك يتميز بأنه يضم أعلى مسجد ، وأعلى حوض سباحة ، كما يحتوي على أعلى مطعم ، وأعلى غرفة مشاهدة متاحة للمواطنين ، يُعتبر برج خليفة أول مدينة عمودية متناسقة في العالم ؛ ولقد استهلك الكثير من المواد المختلفة في بناءه من الفولاذ ، والزجاج ، وكمية هائلة من الأسمنت كانت لتكفي لرصف الطريق من دبي إلى دمشق .

حاز برج خليفة على أرقام قياسية عدة ؛ حيث هو الأطول في العالم من حيث الارتفاع ؛ فأصبح أطول بناء قام بإنجازه الإنسان ؛ وهو المبنى الذي يحتوي على أكثر عدد من الطوابق ، وبه أعلى مسجد في العالم ، وأيضًا أعلى مصعد يسير بأقصى سرعة حيث تصل سرعته إلى 64 كم/ ساعة ؛ كما يمتلك أسرع شبكة انترنت لاسلكية بلغت سرعتها 21 ميجابايت في الثانية الواحدة ؛ لذلك فإن البرج قد أخذ شهرة واسعة جدا لتكافئ مع عظمته الإنشائية .