تعد قلعة ستيوارت باينفيرننيس واحدة من أقدم القلاع وأشهرها ، حيث كانت تتصدر قائمة القلاع المسكونة باسكتلندا في السابق ، أما الآن فهي فندق فخم ووجهة لقضاء عطلات لاعبي الجولف ، أما منذ قرون فكانت مسرح لمطاردات الأشباح الرهيبة .
انتشرت الشائعات منذ سنوات حول قلعة اينفيرنيس ، وقال عنها السكان المحليون أنها كانت مسكونة بالسابق ، فالموظفين بتلك القلعة أفادوا برؤية شبح عديم الرأس يعبر ممرات القلعة ، وسماع صوت خطى خفيفة على الدرج في منتصف الليل ، كما أرعبتهم أصوات لصرخات رهيبة في الليل .
وتعود ملكية القلعة إلى إيرل موراي الذي ورثها بعد وفاة والده ، وأراد أن يؤجرها لكنه فشل بذلك بسبب ما شاع عنها من أمور مرعبة ، حاول أيرل أن يثبت للجميع أن ما شاع عن قلعته ليس حقيقَا وإنما فقط محض ترهات ، فأعلن عن مفاجأة لأي رجل شجاع يقضي ليلة بقلعة ستيوارت .
ذاع النبأ في أنحاء المنطقة ، ولكن لم يكن من السهل العثور على متطوع مغامر يقضي بعض الوقت بقلعة ستيوارت ، فالكثيرون لم يبدوا استعدادهم لتلك المغامرة ، ولكن في النهاية تطوع مجموعة من الرجال لذلك العمل ، كان الأول وزير والثاني مسنًا في الكنيسة والثالث صانع للأحذية ، والرابع رجل قوي البنية يدعى روب انجوس .
كانت الخطة أن يقضي كل واحد منهم ليلة كاملة بغرفة من غرف القلعة المسكونة ، وأثناء ذلك يتم تأمين الأبواب وغلقها حتى الصباح ، في الليلة الأولى دخل الوزير الغرفة ، وكانت تبدو كأي غرفة عادية بها مدفأة وكرسيين مع طاولة مستديرة ومصباح من النحاس الأصفر ، وفي الركن مرآة وخزانة صغيرة .
حينما دخل الوزير استلقى على واحد من الكراسي الموجودة بالغرفة ، وبعدها سقط نائمًا على الفور ، وفي تلك الليلة راوده حلم عجيب عن رجل ضخم الجثة يرقد بجواره ودم متناثر في أنحاء الغرفة .
وفي الليلة التالية دخل رجل الكنيسة إلدر ، وحمل معه الكتاب المقدس لكي يقرأ فيه ، وبينما هو جالس فتح رجل ضخم الجثة باب الغرفة ، كان وجهه مغطى بالدماء ويحمل بيده خنجر ، شعر الرجل بالفزع حينما نظر في وجهه ورأى جمجمة تعلو رأسه ، سقط الرجل مغشيًا عليه ، وفاق في اليوم التالي وهو يعتقد أن ما رآه كان حلمًا .
أما الليلة الثالثة فقد دخل فيها صانع الأحذية إلى الغرفة المسكونة وجلس بجوار النار وبدأ بالصلاة ، وفي الليل سمع صرير الباب ، وإذا برجل طويل القامة يقف في مدخل الغرفة ويحدق في وجه صانع الأحذية ، الأمر الذي أرعبه وجعل أسنانه تصطك ببعضها البعض ، ومن شد الرعب فقد صانع الأحذية وحينما أفاق ، لم يكن هناك شيء .
وفي الليلة الرابعة جاء دور روب أنجس وهو رجل اسكتلندي كبير في السن وممتلئ البنية لم يكن يخشى شيء ، وكان الخادم الذي جاء لغلق الغرفة على أنجوس صديق قديم له ، فجلسا قليلًا يتحدثان وشربًا بعضًا من الفودكا ، وبعدها غادر الخادم وأغلق باب الغرفة وهو يقول : أراك في الصباح روب .
ولكن روب أنجس رد عليه بغرابة حين قال : ستجدني ميتًا ، وكان الخادم هو أخر شخص رأى روب على قيد الحياة ، فقد عثر عليه في الصباح مقتولًا ، وغرفته مقلوبة رأسًا على عقب فالمرأة تم تكسيرها والأثاث لم يسلم من ذلك الأسى .
فركض الخادم إلى النافذة المكسورة ونظر أسفلها فوجد جثة روب تبدو عليها أثار الكدمات والضرب ، لم يستطع أحد أن يعرف هل انتحر روب أم أنه قد تم رمية من الأعلى ليسقط صريعًا ، في ذلك الوقت كان هناك مزارع يحيا بالقرب من قلعة ستيوارت .
قال أنه في منتصف الليل ومع اكتمال القمر سمع صرخات عالية ومتوالية ، وحينما نظر إلى مصدر الصوت وجد أحد نوافذ القلعة مضيئة ، وفجأة رأى جثة كبيرة تنفجر من خلال الزجاج وتدمر النافذة بشكل ظاهر .
لم يستطع المزارع أن يخفض عينه عن تلك النافذة المضيئة وما هي إلا ثوان معدودة ورأى وجهَا كريهًا ينظر إليه بابتسامة بشعة لم يستطع الفلاح أن ينساها لبقية حياته ، وأقسم حينها أنه رأى الشيطان بعينه .
وفي عام 1798م تضررت قلعة ستيوارت بسبب عاصفة شرسة مزقت السطح قبالة البرج الشرقي ، لذلك تم إغلاق الجزء الشرقي من القلعة مع سلالمه وغرفه المسكونة لأكثر من مائة عام ، وفي الثلاثينيات من القرن العشرين قام رجل كندي يدعى جون كاميرون بمحاولة ترميم القلعة ، وذات ليلة بعد مغادرة جميع زملاؤه في العمل ، ظل يعمل وحده بالقلعة لبعض الوقت .
وانتابه الفضول لصعود سلم القلعة وبينما كان يمر بمنطقة الغرف المسكونة شعر بفراغ خلف أحد الجدران فضرب بأزميله ، فسمع صوت يبكي كأن الضربة أصابته ، بدأ يشعر بالخوف وقلبه أصبح ينتفض بين ضلوعه .
ولكنه أقنع نفسه بأن هذا محض خيال ، فضرب مرة أخرى بأزميله وتلك المرة شعر كما لو أن أحدهم لكمه في صدره وارتد إلى الوراء من فعل الضربة ، فأطلق ساقيه للريح وهرب من المبنى إلى سيارته المركونة أمام القلعة .
ولكنه سرعان ما تذكر أن كل أدواته ما زالت بالداخل بما في ذلك أجهزة الإضاءة التي كان يستخدمها ، فأضاء مصابيح سيارته ووجها قبالة القلعة ، وعاد بحذر ليجلب ما ترك ، كان الظلام مطبق على المكان فأخ يتحسس طريقة نحو الباب فتارة يتعثر وتارة يمشي حتى عبر الباب .
وفجأة أغلق خلفه بقوة ، وشعر بأصابع باردة تحاول لمسه وسحبه إلى الدرج مرة أخرى ولكن خوفه تلك المرة كان أقوى فدفعه للهروب بأقصى سرعة ، وكانت تلك أخر مرة يدخل فيها قلعة ستيوارت المسكونة .