ارتبط الإنسان بالطبيعة وبكل ما حوله من أشياء منذ القدم ، بدأ الإنسان الأول باكتشاف كل ما حوله من أشياء وعلوم ومعارف فكان على صلة وثيقة بالحيوانات والطيور والنباتات ، فجسدت له صور الحيوانات أفكار علمية وارتبطت بثقافات شتى حتى ارتبط بعضها بالطقوس والجانب الديني له .
وبالتعمق في التاريخ نجد أن للحيوانات مكانة خاصة عند الإنسان ومن ضمن تلك الحيوانات التي حازت على اهتمام الإنسان منذ قديم الأزل هي حيوان الفيل ، فلو نظرنا لحياة الأفيال نجدها قريبة جدًا لحياة الإنسان فهي تعيش في جماعة مكونة من أب وأم وأخوة كما أنه من الحيوانات مرهفة المشاعر والأحاسيس يحترم الأفراد الكبيرة في قطيعه وعلى مر العصور ارتبط الفيل بالإنسان وبالحضارات .
أول من فكر في هذه الفكرة هو هانيبال القرطاجي حيث ظل الفيل من أهم الوسائل المستخدمة في الحروب قديمًا فقد سجل التاريخ عدد من الإمبراطوريات التي استخدمته منها الإمبراطورية الساسانية التي قامت باستخدام الأفيال الضخمة ، تم استخدامه أيضًا عام 1402م بمعركة تيمورلنك ضد الأتراك كان عدد الأفيال نحو 32 فيل متدرب على القتال .
ليس هذا فحسب فقد كتب المؤرخون أن الخليفة العباسي هارون الرشيد أرسل هدية لشارلمان ملك فرنسا فاسمى الفيل أبو العباس ، وتذكر عدد من المصادر التاريخية أنه استمر في رعاية الفيل لعام 810م ، وفي عام 1053م أي في العصور الوسيطة قام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين التاسع باستقدام فيل من مصر وفاجئ الجميع أن الفيل ركع قدميه .
قام ملك فرنسا إرسال فيل هدية للملك هنري الثامن ملك إنجلترا وكان هو الفيل الأول في انجلترا ، قام هنري بوضع الفيل داخل برج لندن ولكنه توفى عام 1257م بعد شربه الكثير من الخمر ، وصفت عدد من الكتب وخاصة في العصور الأولى الفيل بالذكاء الشديد وقوة الذاكرة .
وتم استخدام الفيل بالطب أيضًا في الفترة ما بين 1297-1300م كتب عن فوائد الفيل في مخطوطة فوائد الحيوان الفارسية قالت أم مرق الفيل يعالج السعال والبرد وأن روث الفيل يعالج منع الحمل ، ومن القصص الغريبة التي تُروى عن الأفيال أن الملك سليمان القانوني استخدم الفيل في الإعدام حيث أمر بإعدام أحد المتمردين بالدهس تحت أقدام أحد الأفيال لينال عقوبة خيانة السلطان ، كان هذا جانب من التاريخ المثير للأفيال على مر العصور .