تتواجد الكوارث الطبيعية بقوة في العالم بأسره ؛ ولكن باختلاف حدتها وأنواعها ؛ ومن بين تلك الكوارث التي قد تؤدي إلى هلاك بلدان كاملة هي الفيضانات التي تصيب بعض المناطق ؛ وغالبًا تحدث الفيضانات نتيجة تساقط الأمطار بغزارة شديدة ؛ أو تزايد معدل المياه بالمجرى المائي مثل مياه الأنهار والبحيرات .
تضررت بلاد جنوب آسيا خلال عام 2017م ؛ حيث أطاحت بها الفيضانات نتيجة سرعة الرياح الموسمية الذي فاق الحد وبدا الأسوأ خلال هذا العام ؛ مما جعل الخبراء يصفون تلك الفيضانات بالأسوأ ؛ حيث لم يحدث لها مثيل منذ عقود مضت ؛ وقد تسببت في خسائر فادحة ؛ حيث قد تسببت في المعاناة لأكثر من 45 مليون مواطن من بينهم 16 مليون طفل .
بدأت الفيضانات تضرب بنجلاديش يوم 1 سبتمبر ؛ فقامت بتغطية ما يقرب من ثلث البلاد ، وقد أُصيب أكثر من ستة ملايين مواطن بالضرر ؛ حيث حصدوا خسائر في منازلهم بما يقرب من 700.0000 مسكن ما بين المتضرر والمُدمر بشكل تام ؛ كما بلغت الخسائر مساحات هائلة من الأراضي الزراعية حيث غمرت المياه حوالي 4.680.000 هكتار من تلك الأراضي ، وبلغ عدد الوفيات في تلك الحادثة ما يقرب من 140 مواطن ؛ كما نزح عن البلاد أكثر من خمسين ألف مواطن .
أما الفيضانات التي ضربت الهند فقد ارتكز وجودها بالجزء الشمالي من البلاد ؛ وأصاب الضرر أكثر من 31 مليون مواطن ؛ وحلّ الدمار بأكثر من 800.000 منزل ؛ كما أُصيب حديقة كازيرنجا الوطنية بالضرر ، وذكرت وكالة رويترز الإخبارية أن هناك العديد من الانتقادات التي وُجهت للحكومة نتيجة عدم وجود وسيلة لتصريف المياه ببعض الولايات ؛ مما تسبب في وفاة الكثيرين من المواطنين ؛ كما تعرضت مومباي لفيضان هائل خلّف العديد من الخسائر البشرية والمادية .
وفيما يخص نيبال قد بلغت المعاناة والضرر إلى أكثر من 1.7 مليون مواطن ؛ واضطر ما يقرب من 461.000 مواطن إلى الهجرة عن منازلهم ؛ حيث غطت المياه أكثر من أربعة وثلاثين ألف من تلك المنازل ؛ وقد دُمر ألف منزل تمامًا ؛ كما أصاب الضرر المدرج بمطار بيراتناغار ؛ مما أدى إلى إغلاق المطار وذلك كان يوم 15 أغسطس .
وقد تضررت البلاد بشكل تام وحدث شبه دمار شامل في كل الأنحاء ؛ كما بلغت الوفيات أكثر من 134 شخص ؛ وقد ذكر الخبراء أن تلك الفيضانات هي من أسوأ أنواع الفيضانات التي أصابت البلاد.
وأصابت الفيضانات باكستان حيث غمرت أكبر مدينة هناك والتي تُدعى كراتشي ؛ وقُتل هناك حوالي ثلاثة وعشرين شخصًا ؛ وكان من بين الضحايا ما يقرب من سبعة أطفال ؛ وقد لقى معظمهم مصرعه نتيجة الصاعق الكهربائي الذي أصابهم ؛ وقُتل البعض الآخر نتيجة بعض انهيارات المباني أو نتيجة للغرق ؛ كما توفي حوالي 21 شخص بأماكن متفرقة نتيجة الدمار الهائل الذي تسبب فيه الفيضان ؛ حيث حدث سقوط اللوحات الإعلانية بالشوارع وانهيارات شديدة بالأسقف ومياه غمرت بعض الأماكن .
لقد تسببت الفيضانات بجنوب آسيا خلال العام 2017 م بأضرار بالغة ؛ مما أدى إلى مقتل المئات ؛ وتشرد الآلاف في أماكن متفرقة ؛ مما أثرّ على الحياة العامة والتعليم والصحة ؛ حيث ما حدث كان شبه دمار شامل لبعض البلاد ؛ وهو ما لم يحدث منذ عقود ؛ لذلك تُعتبر الفيضانات من أقوى الكوارث الطبيعية التي قد تسبب تدميرًا عظيمًا للبلاد التي تعصف بها ؛ مما يُلزم الحكومات بالاستعداد التام لمثل تلك الكوارث حتى يتم السيطرة ولو على جزء منها حتى لا تتضاعف الخسائر .